الأحساء – غادة البشر رباب: أبيع أطباق الطعام لتوفير متطلبات أسرتي بعد إصابة زوجي بمرض تكسّر الدم نجح معرض «منتجون» الذي تنظمه جمعية فتاة الأحساء في نسخته الرابعة، في دعم الأسر المنتجة، وأسهم في إفساح المجال للسيدات للمشاركة وعرض منتجاتهن وتحقيق الكسب المادي، كما أنه كشف الستار عن حقيقة المرأة الأحسائية التي تمتلك جلداً وجسارة تضاهي بها الرجال. وقد حملت أركان «منتجون» نماذج فريدة لتفوق المرأة الأحسائية، ففي ركن الأطعمة تألقت رباب «أم الزهراء» بأطباقها التي جمعت حولها أكبر عدد من الزائرات، مما دفعنا للاقتراب منها للتعرف على العوامل الخفية لتألقها، حيث قالت بأنها تملك مهارة وسرعة في إعداد الأطباق المختلفة، وأنها تستثمر مهارتها في هذا المجال لتوفير متطلبات واحتياجات أسرتها الصغيرة التي تتألف من طفلة واحدة وزوج محب حرمه مرض تكسّر الدم من فرصة الظفر بعمل يؤهله للقيام بدوره حيال أسرته. وتؤكد رباب أنه لولا رحمة الله وكرمه بأن منحها مهارة في الطهي، وما تقدمه الدولة من إعانة لمرضى تكسر الدم، لما استطاعت أسرتها أن تحيا، وتضيف أن إعانة زوجها ودخلها من إعداد أطباق الطعام وبيعها من المنزل، يفي باحتياجاتهم اليومية، ولكنه لا يفي بإيجار شقتها التي يبلغ إيجارها 14 ألف ريال، وتشير إلى أن زوجها يمتلك إرثاً عبارة عن أرض صغيرة في قريتهم العمران، ولكن من أين له المال ليبني عليها منزلاً؟ وتوضح رباب أن السكن هو مشكلتها الوحيدة، التي عجزت عن حلها. وليست رباب وحدها، حيث وجدنا في ركن أم باسل نموذجاً آخر، حيث عكس ركنها المملوء بمنتجات صنعتها أنامل أبت أن تمتد للسؤال بعد وفاة زوجها الذي خلف لها ثمانية أيتام وديوناً وإيجاراً، مسؤوليات تنوء عن حملها الجبال، ولكن أم باسل وبنفس عزيزة قرّرت العودة لممارسة هوايتها القديمة في الخياطة من خلال خياطة الملابس والمرايل وأغطية الصلاة للجارات والأقارب، حتى ذاع صيتها، فتبنّت جمعية فتاة الأحساء موهبتها وساندتها، ففتحت لها الأبواب لتسويق منتجاتها، فأصبحت المسؤولة عن تفصيل أزياء عديد من رياض الأطفال والمدارس، وبعد سنوات من العمل سدّدت الديون واشترت منزلاً، وبناتها الآن يعملن معها. وتؤكد أم باسل التي تحرص على المشاركة في كل معارض الجمعية، أنها تأتي للمشاركة ليس لحاجة بل تقديراً واحتراماً لجمعية فتاة الأحساء التي ساندتها، وحققت السبق دائماً في دعم المرأة. وبين أركان المعرض، للفتيات أيضاً نصيب من الجلد والوفاء، فنجد فاطمة التي تسكن في شقة صغيرة مع أسرة مؤلفة من عشرة أشخاص يعولها أب مزارع، تقرر أن تقف إلى جانب والدها، وتطوع حبها للطهي في صنع أطباق شهية وبيعها، وهو ما مكّنها في أن تظفر بعائد ودخل مادي جيد يعين والدها في الإنفاق على أسرته.