وزراء الداخلية العرب الرياض – محمد العوني ، خالد الصالح أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن التحديات التي تواجه الأمة العربية كثيرة وخطيرة، وتهدد أمنها ومسيرتها التنموية، والحضارية، والإنسانية. مضيفاً، لكننا واثقون بالله ثم بوعي شعوبنا، وإخلاص القائمين على أمن أوطاننا، أننا سوف نحافظ على أمننا العربي، الأمن الذي يقوم على أساس متين من التعاطف بين أبناء الشعب الواحد، وشعورهم بالانتماء الوجداني والإنساني لأمتهم العربية، وتعاونهم مع أجهزة الأمن التي تعمل بكفاءة عالية من أجل سلامتهم، وتصديهم لمن يزرع الشكوك في أذهانهم تجاه مقومات أوطانهم ومرتكزات وحدتهم وتضامنهم. رؤية أمنية عربية جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال الدورة الثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، أمس في فندق «الريتز كارلتون» في الرياض، وألقاها إنابة عنه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وأضاف أن مواجهة التحديات المحيطة بالأمن العربي تتطلب تشخيصاً دقيقاً لهذه التحديات وصياغة رؤية أمنية عربية شاملة تتسم بالحكمة السياسية، والالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية والقدرة على درء المخاطر، وإقرار النظام، وتقوية التماسك الاجتماعي، وتعزيز مسيرة التنمية، ودعم قدرات أجهزة الأمن وتضافر الجهود، وتطوير التنسيق الأمني المشترك، وتفعيل دور مؤسساتنا الدينية، والاجتماعية، والتعليمية، والتوجيهية، وإدراك أجهزتنا الإعلامية العربية لخطورة بث روح الفرقة والانقسام في صفوفنا، وبأن لهذه الوسائل دوراً مهماً في توحّدنا في ظل ما يجمع بيننا من قيم خالدة، وتاريخ مشترك ومصير واحد. مبيناً أن المملكة من منطلق ثوابتها الإسلامية والعربية تعمل جاهدة من أجل تعزيز مسيرة التعاون والتنسيق الأمني العربي المشترك في المجالات كافة، وتبنّت عديداً من المبادرات الأمنية، وأقرّت عدداً من الاتفاقيات والاستراتيجيات بهذا الشأن، وأسهمت في تبادل المعلومات والخبرات الأمنية المتاحة، وساندت كل جهد عربي، أو إقليمي، أو دولي يهدف إلى مكافحة الجريمة والإرهاب، وتحمّلت مسؤوليتها ودعمت كل ما يسهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين. وقدم شكره لجهود المجلس المخلصة في خدمة الأمن العربي برئاسة المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز وإسهاماته الموفقة فيما تحقق للمجلس من إنجازات أمنية متميزة، داعين الله العلي القدير أن يجزل له الأجر والمثوبة. الفكر لا يواجَه إلا بالفكر وأكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان، في كلمته، أنه في ظل تداعيات الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية تفرض بعض الأفكار التي آمن بها الأمير نايف -رحمه الله- نفسها بإلحاح على صناع القرار الأمني والجهات المعنية في الدولة والمجتمع، مضيفاً أن هذه الأحداث كشفت أن المواطن هو رجل الأمن الأول كما كان يردد الأمير نايف رحمه الله، وأن أي تصور للعملية الأمنية خارج نطاق الشراكة بين رجل الأمن والمواطن وبين الشرطة والمجتمع سيؤول إلى الفشل، وأن الوسيلة المثلى لإقامة هذه الشراكة بمد جسور الثقة بين الجانبين، وإزالة الريبة والتوجس المتكدّس في بعض الأذهان لسنوات، عبر احترام حقوق الإنسان وكرامته وتعزيز استخدام الشرطة المجتمعية، وأضاف أنه تتأكد أهمية العلاقة مع المواطنين في ظل اختلال ضبط الحدود الذي تعاني منه بعض الدول العربية، مبيناً أن تعاون سكان المناطق المحاذية للحدود من شأنه أن يساعد في مواجهة انتشار السلاح وسائر أنشطة عصابات التهريب والهجرة غير الشرعية. وأضاف الدكتور كومان أن هذه التحولات بينت صدق المقولة التي أطلقها الأمير نايف -رحمه الله- أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، محملاً الانفلات الإعلامي وازدهار وسائل الاتصال الجماهيري الانعكاس الكبير على ظاهرة الإرهاب وزيادة الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية والنزاعات الطائفية. مبيناً أنه لن تنفع مع هذا الواقع أي معالجة أمنية مادام منفذو هذه الأعمال يريدون بها على حد زعمهم مرضاة الله والدار الآخرة. وأضاف أن مواجهة هذا الفكر لا تكون بالحجب، وبات من المستحيل في ظل وجود قوانين تجرّم خطاب التحريض والكراهية فرض رقابة صارمة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ولابد من خطاب تصحيحي يفنّد الفكر الضال وينقذ المغرر بهم من درك الغواية إلى بر الأمان. عودة إلى المهد وقال الدكتور كومان: إن مشروع الاستراتيجية العربية للأمن الفكري المعروض على مجلسكم الموقر والمستوحى من التجربة الناجحة التي توفرت لوزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية عبر سنوات من التعامل الفكري مع المغرر بهم، يمثل خطوة كبيرة على صعيد تعزيز التعاون العربي لمواجهة الفكر الضال المنحرف وتطويق آثاره المدمرة. وأضاف أن انعقاد المجلس في المملكة العربية السعودية يمثل عودة إلى المهد، إلى الأرض التي احتضنت هذا الصرح وشملته برعايتها وظلت تتعهده حتى أصبح مثلاً للعمل العربي المشترك، وإن الفضل في تاريخ هذا المجلس وإنجازاته البناءة يعود إلى رجل فذ كرّس حياته لأمن الوطن والمواطن وسخّر بصيرته وحنكته لتعزيز التعاون الأمني العربي، واستثمر محبة الناس وتقديرهم له في تذليل العقبات ووجهات النظر العربية في هذا المجال الحيوي، وهو المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود. وتقام أعمال الدورة الثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب بحضور أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في الدول العربية، ووفود أمنية رفيعة، وممثلين عن الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية واتحاد المغرب العربي وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة. ويتضمن جدول أعمال الدورة مواضيع مهمة منها تقرير الأمير محمد بن نايف عن أعمال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وتقرير الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب عن أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس التاسعة والعشرين والثلاثين، ومشاريع خطط مرحلية لتنفيذ استراتيجيات عربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات ولمكافحة الإرهاب والأمن الفكري، وللحماية المدنية، كما سيناقش التوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات المنعقدة في الأمانة العامة ونتائج الاجتماعات المشتركة بين خبراء مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب، وسبل دعم وزارة الداخلية الفلسطينية وتدعيم العلاقة بين الشرطة والمجتمع وإشاعة ثقافة حقوق الإنسان وعدد من المسائل الإدارية والمالية. الأمير محمد بن نايف رئيساً فخرياً لمجلس وزراء الداخلية العرب أجمع وزراء الداخلية العرب تقديراً منهم للدعم البناء الذي توليه المملكة للعمل الأمني العربي المشترك على تنصيب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيرالداخلية الرئاسة الفخرية لمجلس وزراء الداخلية العرب، خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، بعد اقتراح قدمه وزير الداخلية المغربي محند العنصر. وذلك خلال كلمته التي ألقاها في أعمال الدورة الثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، وبيّن فيها أن الاجتماع يعدّ فرصة سانحة للعمل السوي على تقييم المراحل التي تم قطعها، وبحث الصعوبات المطروحة والتفكير في السبل والطرق الكفيلة بتحقيق الأهداف المنشودة. كما نوّه برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للمؤتمر واهتمامه بمجلس وزراء الداخلية العرب ولأجهزته ومكاتبه المتخصصة، مما كان له بالغ الأثر في توطيد التعاون الأمني العربي، وتدعيم التنسيق المشترك في مختلف مجالات تدخل وزارات الداخلية، كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على كرم الضيافة وحسن الوفادة، مثمناً الجهود التي يبذلها سموه لخدمة التعاون العربي في مختلف المجالات الأمنية والشرطية. وزير الداخلية الإماراتي: الواقع العربي يواجه تحدِّيات كبيرة قال نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير الداخلية رئيس الدورة الماضية للمجلس، الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في كلمته التي ألقاها في أعمال الدورة الثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، إن الواقع العربي في هذه المرحلة من تاريخنا المشترك يواجه تحديات كبيرة تتطلب منا زيادة التعاون العربي المشترك، وتعزيز مسيرة الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة، واستحداث آليات جديدة للتعامل مع المتغيرات والتحديات، بما يحقق مزيداً من التقدم والازدهار، مؤكداً ثقته التامة بالعمل معاً والسعي لبناء مستقبل أفضل للشعوب والبلدان العربية، وتحقيق الاستقرار والأمان خلال المرحلة المقبل. وأضاف أنه من الواجب علينا في هذه المناسبة أن نتذكر فضائل المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وإسهاماته الكبيرة في تعزيز مسيرة الأمن العربي المشترك، وعزمه البطولي في مناهضة التطرف والإرهاب. الأمير محمد بن نايف مغادراً قاعة المؤتمر