تعتزم دار صادر للنشر الاحتفال بمرور 150 سنة على تأسيسها، حيث تعد أقدم وأشهر مكتبة عربية. وكانت المكتبة العمومية تأسست في 1863م على يد إبراهيم صادر «الجد»، ثم تحول اسمها إلى مكتبة صادر في 1907م على يد سليم صادر «الأب»، أما تحولها إلى الاسم الحالي «دار صادر» فقد تم في عام 1952م، على يد أنطوان صادر «الابن». ويقول سليم أنطوان صادر: إن لديهم أعمالاً من 150 سنة، وإنهم تعاملوا مع الأدباء والشعراء الذين كانوا لولب النهضة العربية، أمثال جبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وميخائيل نعيمة، وكرم ملحم كرم، وإلياس أبو شبكة، مشيراً إلى أنه في تلك الفترة لم يكن هناك من ينشر لهم، كما أن ظروفهم المادية كانت سيئة. ويضيف «إيليا أبو ماضي جاء إلى مكتب والدي سيراً على الأقدام، فقال له: ليش جاي مشي، فقال ما عندي مصاري، ثم رد والدي فقال: اطلع معي بالسيارة لأوصلك للبيت، وأعطاه ليرتين، ثم عمل إيليا عزومة لوالدي، فلما دخل وجد سفرة كبيرة، فقال له: لمين هالسفرة، قال له إلك خواجة أنطون، فقال له: أنا أعطيتك لتأكل مو لتعزمني». ويشير صادر إلى أن إصدارات الدار يغلب عليها الكتب التراثية والمحققة، كدواوين المتنبي، والشافعي، وأن اهتمامات الدار تكمن في الاهتمام بالشعر التراثي، والقواميس التراثية، والمجلات القديمة، وإعاده طباعتها وتحقيقها وعن الاحتفال بمرور 150 عاماً على تأسيس الدار، فكشف صادر أن الدار تجهز لإطلاق كتاب عن تأثير صادر «المكتبة والدار» على الحركة الثقافية في عصر النهضة العربية، ودورها في ذلك، كما سيتم تكريم الدار وتدشين الكتاب الذي يتم العمل عليه منذ سنتين، في معرض بيروت الدولي للكتاب في ديسمبر المقبل.