توفي شيخ قبيلة بلجرشي محمد بن مصبح الغامدي في مستشفى القوات المسلحة بالرياض عن عمر يناهز السبعين عاماً، إثر أزمة صحية ألمت به ولم تمهله طويلاً. وكان الشيخ محمد قد ولد عام 1363ه في بلجرشي، متلقياً تعليمه الابتدائي فيها، ثم أكمل تعليمه للمرحلة المتوسطة والثانوية في الدمام، وتخرج من المعهد المهني، والتحق بعدها للعمل في إحدى شركات الهاتف بالرياض، قبل أن ينتقل للعمل في شركة (بترومين) في جدة، ثم اختار الأعمال الحرة حتى أوكله ابن عمه سعيد بن عبدالله بن مصبح المشيخة، وللشيخ محمد أربع بنات، وثلاثة أولاد، يعمل كل من طلال ومنصور في الأعمال الحرة، بينما يعمل ياسر في شركة أمريكية في السعودية والكويت. ترك الشيخ محمد بن مصبح بصمات واضحة في بلجرشي نظير ما قدمه طوال توليه منصب شيخ بلجرشي، فقد حدد مبلغاً لمهور الفتيات، لا يتجاوز 35 ألف ريال للبكر، و15 ألفاً للثيّب، بالإضافة إلى اقتصار ولائم الزواج على وليمة واحدة، رافضاً إقامتها في الخطبة والملكة. وافتتح الشيخ محمد متحفاً تراثياً بمجهود شخصي منه، يحوي جميع التراثيات التي كانت تستخدم في «غامد» بشكل خاص، وفي المنطقة الجنوبية بشكل عام، اشتمل على الأثاث والملابس وأواني الطبخ، والأدوات الأخرى. وعقد الشيخ محمد، لأول مرة في بلجرشي، لقاءات للشباب في قرية الجلحية، بالإضافة إلى أنشطة رياضية متنوعة، دفعت باقي قرى بلجرشي إلى أن تحذو حذوها، وكان الشيخ محمد يقيم برامج سياحية، ويشرف عليها، بالإضافة إلى مشاركته في المناسبات التراثية في الصيف وفي الإجازات الرسمية. ولازم المرض الشيخ محمد خلال الستة أشهر الماضية، واشتد عليه في الأيام الأخيرة، وفارق الحياة في المستشفى العسكري بالرياض مطلع هذا الأسبوع ووري جثمانه جدة، ورُثي الشيخ محمد من قبل محبيه في المنتديات الإلكترونية. يذكر أن بني الجرشي أو كما تسمى الآن (بلجرشي)، هو اسم قبيلة تقع جنوبالباحة بمسافة ثلاثين كيلومتراً، وتضم 35 بلدة وقرية.. وقد أطلق هذا الاسم على قرى الغازي، والركبة، والعوذة، والسلمية. ومشيخة بلجرشي تنحصر حالياً في (آل مصبح) بعد أن ورثها من بيت الغمد إبان الرحلة التي قام بها كبار أعيان بلجرشي إلى أبها لمقابلة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز عندما كان قائداً لجيوش الملك عبدالعزيز وأميراً على عسير في تلك الحقبة الزمنية، حيث وافق الأمير فيصل آنذاك على أن يكون (ابن مصبح) شيخ القبيلة.