تربة – مضحي البقمي الشرق رصدت تدهور النظافة وضيق المساحات وضعف الكادر البشري والناطق يرفض التعقيب طلبت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» من وزير الصحة حلولاً عاجلة لتردي أوضاع مستشفى تربة العام، بما يكفل الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وفق ما تقتضيه توجيهات الملك. ووثقت الهيئة ما سعت للتأكد منه، حول ما نشرته «الشرق» في عدد سابق حول المستشفى، وتبينت للهيئة تفاصيل عديدة أكدت الحاجة إلى حلول عاجلة. فقد رصدت الهيئة صغر مساحة مبنى المستشفى، وضيق غرفه ومرافقه، التي أثرت بدورها في غياب غرف لفرز المرضى أو لانتظارهم في مبنى الطوارئ، فضلاً عن وجود دورة مياه واحدة فقط للمراجعين والأطباء. وكشفت الهيئة في بيانها الصادر أمس عن عدم وجود صيدلية مستقلة في قسم الطوارئ، كما يفتقر القسم لغرفة الضماد، ونقص في عدد الأسرّة، حيث لا تتجاوز 11 سريراً. كما أثرت مساحة المستشفى الصغيرة في سائر الأقسام، ما استدعى وضع قسم العلاج الطبيعي داخل سكن الممرضات، بتحويل جزء صغير من السكن لذلك الغرض، في حين بلغ معدل الحالات التي يتم علاجها في هذا القسم حوالي عشرين حالة يومياً. وعلى صعيد الكادر الطبي والتمريضي، تبيّن للهيئة وجود نقص في عدد الأطباء والممرضين بما يخالف معايير وزارة الصحة للمستشفيات سعة الخمسين سريراً. وفي الوقت الذي يفترض أن يعمل في المستشفى استشاريان و27 طبيباً مقيماً و173 ممرضاً، تبين للهيئة أن المستشفى لا يوجد فيه طبيب استشاري، أما عدد الأطباء المقيمين فلا يتجاوز 12 طبيباً، ولا يتوفر من الممرضين سوى 53 ممرضاً، ما يعني خروج المستشفى من تصنيف الصحة. وكشفت الهيئة عن عدم وجود قسم للعناية المركزة، رغم وجود لوحة تدل على ذلك، إذ إن الموجود هو قسم للعناية المتوسطة، وفقاً للمعايير الطبية. كما أن قسم الأشعة يعاني من ضغط شديد ونقص في عدد الأجهزة والكادر الطبي، فلا يوجد في المستشفى سوى جهازي أشعة تليفزيونية وجهاز أشعة (x ray)، مع عدم توفر جهاز أشعة مقطعية، ولا توجد غرف للانتظار في جميع أقسام المستشفى. ونتيجة للنقص في عدد الأسرّة والقوى العاملة، تضطر الإدارة إلى إحالة كثير من الحالات للمستشفيات الكبرى، وأقربها مستشفى الملك فيصل التخصصي في الطائف، الذي يبعد مسافة مائتي كيلومتر، بمتوسط مائتي حالة شهرياً، وقد بلغ عدد الحالات التي تم تحويلها في عام 1431ه حوالي 1500 حالة. وكانت «الشرق» قد نشرت تقريرا عن تدني مستوى الخدمات الصحية وتزايد عدد الأخطاء الطبية في مستشفى تربة العام تحت عنوان «أخطاء طبية وإمكانيات ضعيفة وغياب لتخصصات مهمة.. 38 سريراً فقط تخدم أكثر من ستين ألف نسمة في مستشفى تربة العام». في عددها رقم 39 بتاريخ 12 يناير 2012. ثم نشرت «الشرق» عن معاناة مراجعي المستشفى في عددها رقم 342 الصادر في 10 نوفمبر الماضي تحت عنوان «مطالبات بزيادة الكادر الطبي وتخصيص غرفة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.. مراجعو طوارئ مستشفى تربة العام: مللنا طول الانتظار.. والشؤون الصحية: حالاتكم «باردة». وقد عاودت «الشرق» جولتها على المستشفى بعد صدور بيان «نزاهة» لترصد مجدداً استمرار حالة التردي في الأداء بالمستشفى، وعدم كفاية الكوادر الطبية والتمريضية، كما رصدت إهمالاً واضحاً لمستوى الصيانة والنظافة للمستشفى الذي تتراكم فيه مخلفات صيانة التكييف وأدوات الصرف الصحي التي مضى عليها عاماً دون إزالتها ما جعلها تشوه المنظر العام للمستشفى وتشكل بيئة ملائمة لتكاثر القوارض والحشرات. وحاولت «الشرق» التواصل مع الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية في الطائف للاستفسار منه حول تقرير نزاهة الذي صدر عن مستشفى تربة إلا أنه امتنع عن التصريح.