عبدالرحمن السميط رجل نذر نفسه في خدمة الدعوة في أفريقيا ومحاربة المجاعة طوال ثلاثين عاما أسلم على يديه الملايين وساهم في إنقاذ الملايين، بنى آلاف المساجد والآبار، بنى ثلاث جامعات وآلاف المدارس، هو باختصار رجل بأمة يعمل في صمت وبعيد عن الإعلام ومازال يجهله الملايين من الناس، نجري هنا مقارنة بسيطة بين الشيخ عبدالرحمن السميط الذي توجه لأفقر بقع العالم وأخطرها أمنيا وصحيا لكي يحقق غايته وبين دعاة الفضائيات الذين يقبضون بضع آلاف بالريال وفي رواية بالدولار على كل حلقة على الشاشات تكون مدتها ساعة في اليوم أو الأسبوع، بيض الأوجه من كثرة المكياج وعلى أكتافهم مشلح لا يقل سعره عن بضع آلاف (في كل حلقة يتغير المشلح) ويحثون الناس على تقوى الله والزهد والابتعاد عن متاع الحياة الدنيا الذي انغمسوا فيه حتى كاد أن يغرقهم، لم نسمع عن هؤلاء مساهمة صادقة لا إعلامية في الأحداث المحلية والعالمية، مثلا حين حصلت زلازل العيص ونزح السكان لم نر دعاة الفضائيات يتسابقون إليهم، وحين حصل اقتحام حدودنا الجنوبية من الحوثيين وتم إخلاء عشرات القرى وآلاف الناس منها وأقيمت معسكرات الإيواء لم نرهم يتسابقون للنازحين لتحميسهم والتخفيف مما حصل لهم، لكن بعضهم ذهب إلى معسكرات القوات متبخترا بنفسه بالبدلة العسكرية لأنه يراها حربا طائفية بين سنة وشيعة متجاهلا أنها حرب بين وطنه المملكة العربية السعودية ومجموعة من المليشيات. وعلى الشأن الدولي لم نرهم يتسابقون إلى دارفور، أو إلى الصومال في المجاعة الأخيرة التي كادت تهلك أهلها لنصرة الناس ومساعدتهم وتشجيعهم، بل فضلوا أوروبا وأمريكا وبريطانيا متنقلين هناك بين المدن والقرى بالأشهر بذريعة الدعوى، وكأن الدعوة لا تكون إلا في تلك الدول حيث الخضرة والماء والوجه الحسن. الدعوة في أمريكا أو كندا أو حتى جزر الواق واق هي أمر خاص بصاحبه ورغبته ولكن الاعتراض على التطبيل للنفس في جميع المحافل في خروجهم عبر الشاشات متبخترين بأنفسهم يزايدون على هذا وذاك، وينقصون ويتهمون من أرادوا وكأنهم أصحاب المواقف المشهودة وغيرالمعهودة ولكن قد بانت كثير من المواقف التي تفضح حقيقة أفعالهم، فمن رجل يذهب الى دولة خليجية ليجتمع بمجموعة من النساء غير المحجبات في كامل زينتهن والابتسامات تعلوالأوجه، إلى داعية آخر خرج في إحدى القنوات التي تعتبر بالنسبة له من قنوات العهر والفساد، هذا عدا اختلاطه بفريق العمل من الجنسين في دولة أخرى. عندما رأينا تلك المواقف وتبريراتها السخيفة كيف تريدون أن نقيم الموقف بالنسبة لكم وأنتم سباقون دائما لحمل راية الهجوم على الكتاب والصحفيين والمثقفين لأدنى مخالفة ارتكبها أحد منهم، لقد انكشف الستار الذي كنتم تتوارون خلفه ولم تعد تلك التبريرات تنطلي على أحد والمزايدات الرخيصة الأولى بكم تجنبها لأنكم أول من سيكوى بنارها لأن (اللي بيته من زجاج ما يرمي الناس بالحصى).