تسبب قرار”فردي ” من جامعة الملك فيصل بالأحساء بتأجيل المؤتمر الدولي للموهبة والإبداع والذي الذي كان مقرراً أن تقيمه الجامعة بمدينة الجبيل الصناعية مطلع محرم الماضي، وبالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة، والجمعية العالمية لأبحاث تطوير الموهبة والتميز، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمركز الوطني للقياس والتقويم، ووزارة التربية والتعليم، ومشاركة عدد من الجهات الكبرى، تسبب في استياء كبير تجاه الجامعة، ومدى قدرتها على تنظيم المؤتمرات الدولية، وجاء التأجيل مخيباً للآمال محلياً وخارجياً، بعد ثمانية أشهر من العمل الجاد تم فيها تكوين اللجان العاملة، وتمت موافقة الجهات الخارجية للمشاركة في المؤتمر، وتوفيرالرعاية والدعم ، وتأكيد حضور 1000 أكاديمي و154 دراسة تم قبولها من 270 تم استقبالها، وكان قرار التأجيل المفاجئ الذي أعلن قبل انعقاد المؤتمر بخمسة أسابيع فقط بمثابة صدمة للجميع لتعيش اللجان العاملة في المؤتمر والمشاركة في حيرة أمرها بسبب التأجيل غير المبرر. ” الشرق” فتحت تحقيقاً موسعاً لقضية ” تأجيل المؤتمر الدولي للموهبة والإبداع “وقامت بالاتصال بأبرز المشاركين في لكشف الحقيقة الغائبة عن الجميع فحملت الردود والتعليقات إساءات وتذمرا كبيرا من المشاركين معتبرين أن التأجيل”غير مبرر” في نظرهم إلا أن الجامعة لم تكشف الأسباب الحقيقة وراء التأجيل مكتفية بأنها “أسباب خاصة” بالجامعة. خشية الجامعة وكشفت مصادر مطلعة أن السبب الجوهري للتأجيل والذي لم توضحه الجامعة في ردها هو خشيتها وخوفها من فقدان بريق اسمها كجهة منظمة للمؤتمر بوجود العديد من الجهات الأخرى كالهيئة الملكية بالجبيل الجهة المستضيفة ومشاركة وزارة التعليم العالي وقياس وموهبة وبالتالي رأت أن اسم جامعة الملك فيصل قد لا يلقى الصدى الكبير بين هذه الأسماء، وأن الجامعة هي أولى بالتنظيم وأولى أن تحظى بالزخم الإعلامي الكبير للمؤتمر بهذا الحجم الكبير على الرغم من أن الجامعة هي من قررت مشاركة جميع هذه الجهات. وأوضحت المصادر ” أن من الأسباب أيضا أن مدينة الأحساء كانت أولى بالاستضافة من مدينة الجبيل الصناعية، حيث مقر الجامعة وبالتالي فإن هناك عتبا وتذمرا بين الأوساط من استضافة الجبيل الصناعية للمؤتمر على حساب مدينة الأحساء التي في نظر الجامعة أنها أولى بالاستضافة، فيما لم تشر المصادر إلى أي خلافات شخصية بين مدير جامعة الملك فيصل والبرفيسور الدكتور عبدالله الجغيمان الذي كان له الأثر الكبير في استقطاب العلماء والعباقرة حول العلماء ودعوتهم للمشاركة في المؤتمر، وسعيه الكبير وإشرافه على التنظيم لإخراج المؤتمر بشكل مميز “. استياء عالمي وأوضح أمين المنظمة العالمية للموهبة والإبداع ألبرت زيقلر أن تشكيك العديد من العلماء والعباقرة في مختلف دول العالم حول مقدرة الجامعة على استضافة المؤتمر الدولي للموهبة والإبداع ، كان في محله بعدما أعلنت التأجيل دون أي سبب واضح ومقنع مما أربك برنامج العديد من المتحدثين والعلماء المشاركين في المؤتمر. وذكر ألبرت في حديث مع “الشرق” أنه يشعر بخيبة أمل كبيرة من جامعة الملك فيصل بسبب هذا التأجيل، مؤكدا أن المنظمة العالمية وعدداً من العلماء الآخرين لن يشاركوا في أي مؤتمر دولي مقبل في المملكة، مضيفا أن جامعة الملك فيصل بهذا القرار أساءت للمملكة مشيرا إلى أنه يؤسفه حال الموهبة والإبداع والمبدعين والموهوبين وقال:”صدمت لأنني لم أتوقع أي شيء من هذا القبيل أن يحدث، على مدى السنوات الماضية حققت المملكة تقدما هائلا في مجال أبحاث الموهبة والتفوق والإبداع، بالإضافة إلى ذلك فإن المركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع بقيادة البرفيسورعبدالله الجغيمان يتمتع بسمعة ممتازة في الأوساط العلمية والدولية، وجزء من سمعته ينبع من مؤتمر دولي ضخم، كان قد نظم في مدينة جدة قبل بضع سنوات وفي عام 2006 تحديدا في الواقع كان هذا المؤتمر أحد أفضل المؤتمرات في مجال الموهبة التي حضرتها في حياتي وبالتالي فإن منظمتنا كانت واثقة ثقة كاملة بقدرة السعودية على استضافة هذا المؤتمر العالمي وتنظيم هذا التجمع الكبير للباحثين في مجال الموهبة والتفوق وحقيقة لم يكن ماحصل من تأجيل للمؤتمر لائقاً.” وأضاف: وصلتني رسائل كثيرة من قبل زملائي العلماء من أكثر من ثلاثين بلدا يسألونني عن الأسباب، وكنت أقول لهم مع الأسف الشديد لم تتواصل معنا جامعة الملك فيصل ولم تنسق معنا في ذلك، ولم توضح لنا سبباً مقنعاً، ولاأحد يفهم السبب لماذا ألغت جامعة الملك فيصل المؤتمر. هذا هو واحد من الجوانب الأكثر إثارة للصدمة. في العام الماضي زارت نائبة رئيس الجمعية مكان انعقاد المؤتمر في الجبيل ووجدت أن الاستعدادات كانت ممتازة من قبل الجهات المنظمة في الواقع ، كان لدينا تعاون رائع والثقة المتبادلة مع المركز الوطني في جامعة الملك فيصل و المسؤولين عن التحضيرات، وأعتقد جامعة الملك فيصل أثبتت ببساطة أنها لا تصلح أن تكون شريكا يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق به.” وأكدت إحدى المشاركات بورقة عمل في المؤتمر وهي الأستاذة المشاركة في الجامعة اللبنانية الأمريكية بلبنان الدكتورة ” كيتي ” أن خبر تأجيل المؤتمر سبب لها انزعاجا كبيراً وأنها ألغت عدداً من الارتباطات لديها بسببه . وقالت: ” وصلتني ردود أفعال عدد من المشاركين في المؤتمر، وهي بكل تأكيد ردة فعل سلبية، وأنا كنت مستعدة للمشاركة وجهزت ورقة عمل بهذا الخصوص وطلبت مساعدة من قبل الجامعة التي أعمل فيها وساعدوني حتى ماليا ولكن للأسف أصبحنا في موقف صعب أمام العلماء الأجانب من الدول الصديقة الأخرى الذين اكدوا لنا أن مثل هذا المؤتمر لايمكن أن يلغى أو يؤجل بهذه الطريقة “ وذكرت ” سأكون جدا مترددة حيال أي مشاركة قادمة في الجامعة بعد هذا التأجيل وسأكون متوقعة التأجيل أو الإلغاء في أي لحظة “. فرصة كبيرة وأكد رئيس مركز رعاية الطلبة الموهوبين بمملكة البحرين ” عدنان القاضي ” أن قرار التأجيل أثرعليهم بعد أن أخذوا موافقات من جهات عليا في البحرين كالوزارة والجامعات، وأضاف ” لم نعلم سببا واضحا للتأجيل، وما وصلنا هو فقط إيميل من المنظمين يخبروننا بالتأجيل، وكنا سنشارك بورقة عمل في المؤتمر عن الموهوبين في البحرين وأهم الأنشطة والفعاليات في المركز ولكن للأسف تأجل المؤتمر وحسب علمنا إلى موعد غير مسمى “ وأكد القاضي: نتمنى أن يقام المؤتمر في أي موعد مقبل لاسيما أنه فرصة كبيرة لنا أن نلتقي مزيداً من العلماء على مستوى العالم أجمع وتبادل الخبرات والتجارب بيننا خاصة في هذا المجال المهم وهو الموهبة والإبداع. إزعاج وإرباك وقالت الدكتورة ” بدور بوحجي ” مشاركة من مملكة البحرين: للأسف خبر تأجيل المؤتمر أزعجنا كثيرا وسبب لنا إرباكا كبيرا في خطة عملنا، وكانت سمعة المؤتمر عالية وممتازة وأنا استشرت عدداً من العلماء وذكروا لي أنه أقوى المؤتمرات التي ستقام في المنطقة، وبناء عليه اعتذرت عن مؤتمرين أحدهما في صلالة والآخر في الأردن لكي أشارك وأقدم ورقة عمل في هذا المؤتمر، ولكن للأسف لم نعلم إلى هذه اللحظة سبب التأجيل ولم يُقَدَم لنا اعتذار رسمي يبرر السبب، وقد كلفني هذا المؤتمر مبالغ مالية حوالي خمسة آلاف ريال سعودي قيمة حجز في أحد فنادق الجبيل وبجهود الشركة المنظمة استطعت الحصول على المبلغ بعد مخاطبات رسمية مع هذه الجهات “. وأضافت:” إن الأمر مؤسف حقاً، فما يحدث وما نسمعه من إشاعات أمر مزعج لنا، نتمنى أن تكون الأمور على أحسن حال مستقبلا، وسأتردد كثيرا في المشاركة في أي مؤتمر مقبل، لأن أمر التأجيل صدمة كبيرة خاصة وأنه قبيل المؤتمر بعدة أسابيع فقط”. احتمال الفشل وأوضح المشرف على إدارة الإعلام والعلاقات العامة بجامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز بن سعود الحليبي في رده على تساؤلات ” الشرق” عن الأسباب التي دعت الجامعة للتأجيل قائلاً:” تدرك جامعة الملك فيصل بالأحساء مدى أهمية موضوع المؤتمر الدولي للموهبة والإبداع لمنسوبي التعليم والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة بهذا الموضوع ولذا تبنت الجامعة فكرة استضافة المؤتمر إدراكا من مسؤوليتها بأهميته. وأضاف ” إن موضوع المؤتمر يأتي منسجما مع توجه حكومتنا في رعاية الموهبة والموهوبين، ولما يرتكز عليه من محاور جوهرية في هذا المجال تمثل أهمية بالغة لكافة المهتمين من داخل المملكة وخارجها وكذا لتأكيد دور أبناء هذه البلاد وإسهامهم في صنع اقتصاد المعرفة الذي يعد أكبر تحد تواجه الدول في عصرنا الحاضر. “ وأضاف ” ولذلك وبعد صدور الموافقة السامية الكريمة على إقامة هذه المناسبة باشرت الجامعة لاتخاذ الخطوات التي تتناسب مع أهمية هذه المناسبة رعاية وموضوعا، غير أن المؤتمر وفي مراحله الأخيرة من الإعداد تعرض لعدة ظروف تتعلق بالجامعة لتحقيق الحد المأمول من أسباب نجاحه واكتمال جاهزيته تقديرا لما حظي به المؤتمر من مكانة التشريف وأهمية الموضوع مما جعلها لا تسمح بانعقاده في الموعد المحدد فأصبحت أمام خيارين اثنين: إما التأجيل أو مواجهة احتمال الفشل-لاسمح الله-عند انعقاده في موعده وتحت تلك الظروف تقدمت الجامعة بطلب التأجيل ، وبعد صدور الموافقة السامية على التأجيل تم التأكيد على المسؤولين باللجان لإبلاغ جميع الجهات والمشاركين ممن سبق التواصل معهم للمشاركة في جلسات المؤمر كمتحدثين رئيسيين، وكان ذلك قبل بدء المؤتمر بخمسة أسابيع تقريبا، وحرصا من جامعة الملك فيصل على عدم تضرر المدعويين من المتحدثين الرئيسيين نتيجة هذا التأجيل بادرت الجامعة بإجراء الاتصالات اللازمة لمعالجة هذا الموضوع بالطرق المناسبة. كما تم التواصل مع الهيئة الملكية بالجبيل لمناقشة تسوية بعض الأمور المتعلقة، وأما الموعد البديل لانعقاد المؤتمر فسيتم الإعلان عنه في حينه -إن شاء الله تعالى- “ ثقافة الموهبة وأكد مدير إدارة الموهوبين لوزارة التربية والتعليم نبيل البدير مشاركة وزارة التربية والتعليم في المؤتمر كانت ستأتي من منطلق إيمانها بدعم ثقافة الموهبة والإبداع في المملكة، وذلك من خلال المشاركة الفاعلة في المؤتمرات والندوات والبرامج المجتمعية المشتركة التي تستهدف رعاية الموهوبين، وحيث تعد الوزارة بيت خبرة استراتيجي في رعاية الموهوبين في المملكة لما تملكه من خبرة عملية ميدانية في هذا المجال ولما توفره من خطط تربوية نوعية ومتنوعة تستهدف اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وتنمية مهارات التفكير وحل المشكلات لديهم سواء في طرائق التدريس للمحتوى المعرفي الذي تقدمه للطلاب أو في البرامج المتخصصة التي تقدمها للطلاب الموهوبين. وأضاف البدير:”كانت الوزارة ستشارك في هذا المؤتمر بعدد كبير من المشرفين والمعلمين المتخصصين في الموهبة والإبداع من جميع إدارات التربية والتعليم من خلال الحضور والمشاركة في أوراق العمل والورش التدريبية التي تم حجزها خصيصاً لمشرفي ومعلمي الموهوبين، وكان سيتم عرض ورقة عمل حول رعاية الموهوبين في التعليم العام، كما شاركت الإدارة العامة للموهوبين في اللجنة العليا للمؤتمر، و كان سيحضر المؤتمر مجموعة من الطلاب الموهوبين للتعريف العملي بمخرجات البرامج النوعية التي تقدم في التعليم العام، والمشاركة في المخيم الطلابي ( برنامج القيادة، وبرنامج ليلة الإبداع ) والذي تم تصميمه والإشراف عليه من قبل الإدارة العامة للموهوبين. وأوضح البدير أن الإدارة العامة للموهوبين كانت تتطلع للالتقاء بكبار المختصين العالميين في مجال الموهبة والإبداع لدراسة مدى إمكانية التنسيق لعقد المزيد من الشراكات التربوية العالمية إضافة للشراكات القائمة حالياً، فيما يمكن أن يقدم الأفضل للطلاب الموهوبين بوزارة التربية والتعليم وما يمكن أن تخدم به الشراكات الخطة المستقبلية للموهبة، حيث كنا نسعى لتصميم مشروعات تطويرية لمراكز الإبداع وتنمية الذكاء الصناعي والذكاء الأكاديمي وإنشاء خطط لمدارس متخصصة وبرامج متنوعة في التلمذة محلياً وعالمياً. قرار فردي وقال الرئيس التنفيذي لشركة زون العربية” الأستاذ عبدالله الحوطي منذ تولي شركة زون العربية مهمة تنظيم هذا المؤتمر وبعد توقيع العقد الذي تم في وقت متأخر نوعاً ما (شهر أبريل 2011م) حيث تخلل تلك الفترة مناسبات مختلفة سببت عائقاً كبيراً في التنظيم منها الإجازات الصيفية وشهر رمضان المبارك وإجازتا عيدي الفطر والأضحى، إلا أن الاحترافية في العمل دفعتنا إلى العمل بصورة متواصلة والتنسيق مع اللجنة العليا للمؤتمر بشكل دوري ومكثف ساهم في سهولة ومرونة العمل والخروج بتنظيم احترافي لمؤتمر عالمي يحمل مادة علمية قوية بالإضافة إلى محتوى إعلامي وتسويقي يتناسب ويرقى إلى هذا المؤتمر، وذلك بشهادة جميع المؤسسات التعليمية المشاركة والرعاة الذين قدموا الدعم.” وأضاف:”إن قرار تأجيل المؤتمر بلا شك قرار ليس للشركة المنظمة أي يد فيه، وقد تم من قبل إدارة جامعة الملك فيصل التي قررت تأجيل المؤتمر لأسباب معينة لا تتعلق بمسألة التنظيم ولم تشارك الشركة المنظمة فيه أو يكون لها دور في ذلك، وإن كانت هناك أي مؤشرات لفشل هذا المؤتمر لتم إبلاغنا بتأجيله قبل وقت كافٍ مع المسببات التي دعت لذلك. أخيراً إن مسألة تأجيل أي مؤتمر مسألة واردة عند وجود أسباب تدعو لذلك، وقد ارتأت الجامعة التي أبدت استعدادها الكامل لدفع المصاريف المتعلقة بالتجهيز للمؤتمر والتي صرفتها شركة زون العربية منذ بدايتها في تنظيم المؤتمر ضرورة التأجيل ونحن نحترم هذا القرار رغم ما ترتب بموجبه على الشركة من نتائج سلبية “. حرج إعلامي وأكدت عضو اللجنة الإعلامية للمؤتمر، مسؤولة الموهوبات في الجبيل، فوز العمري أن الإعداد للمؤتمر كانت تسير بشكل منظم ومرتب وقالت:”عملنا طيلة خمسة أشهر لإعداد الخطة الإعلامية العامة والتفصيلية للمؤتمر، ونسقنا مع عدد من الصحف السعودية لرعاية المؤتمر، “ ” وزادت “: وقعنا الآن في حرج كبير مع بعض الجهات الإعلامية التي التزمت برعاية المؤتمر، وتم نشر العديد من البيانات والإعلانات الخاصة بالمؤتمر فيها، وبالتالي فإن الوضع بات صعباً حاليا نتيجة هذا التأجيل غير المبرر من الجامعة وبدون سابق إنذار”