أصبح مخيم الزعتري للاجئين السوريين يشكل مصدر قلق أمني لدى السلطات الأمنية الأردنية بسبب اكتشاف خلايا إجرامية مختصة بتهريب المخدرات والترويج لها وتجارة السلاح وعمليات القتل واختطاف رجال الأمن والدرك الأردنيين إضافة للقضايا الاجتماعية والأخلاقية والآداب. الخلية الأمنية في الأردن قررت مؤخراً دخول قوات البادية الملكية للمخيم لضبط الأمن والانفلات الأمني فيه، والسماح بدخول «قوة سوات» المتخصصة بالمداهمات لذوي الأسبقيات الجرمية والخطيرة، خاصة بعد اكتشاف عصابات الترويج والتجارة بالمخدرات، والقضايا الأخلاقية وقضايا العنف الأسري التي تحدث بين اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بأكثر من 150 ألف لاجئ. وكان مدير الأمن العام في الأردن الفريق أول ركن حسين هزاع المجالي، قال أخيراً إن أزمة اللاجئين السوريين في بلاده «كسرت ظهر الأمن العام»، مؤكداً أن «عبء الحراك (الشعبي) الذي شهدته المملكة خلال العام الحالي كان قليلاً على جهاز الأمن العام، غير أن أزمة اللاجئين السوريين كسرت ظهر الأمن العام، نتيجة للعبء الكبير الذي وقع عليها»،ووصل عدد اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي الأردنية إلى أكثر من 440 ألف لاجئ . السلطات الأمنية اعتبرت أن هذه الإجراءات الجديدة وغير المسبوقة في تعامل قوات الأمن مع ملفات اللجوء التي حدثت في تاريخ المملكة لم تعد مقبولة بالمطلق، حيث أصبح المخيم مجتمعاً بأكمله بل أكبر من بعض المدن الأردنية والمحافظات. وقال مصدر أمني ل «الشرق» إن مهمة الأمن كانت حماية المخيم من أي اعتداءات خارجية وكانت مقتصرة على حماية جوانبه وحدوده، إلا أنه اكتشف أن المخيم يعج بالمشاكل الأمنية والقضايا الجرمية. وتابع المصدر أن هناك ممارسات لا أخلاقية وغير مسؤولة يلجأ إليها اللاجئون، مشيراً إلى أن العلاقات بينهم أخذت تقوم على الربحية مع مختلف الأطياف التي في داخل ومحيط المخيم من أبناء محافظة المفرق . وأكد مديرعام قوات الدرك الفريق الركن توفيق حامد الطوالبة أن الدرك يحمي مخيمات اللاجئين السوريين المنتشرة في الزعتري وحدائق الملك عبد الله المعروفة بملعب البلدية وسايبر سيتي إضافة إلى مريجيب الفهود ورباع السرحان اللذين سيفتتحان قريباً وغيرها مؤكداً عدم تدخله بالأمور الداخلية فالجهات المعنية بشؤون اللاجئين هي المعنية ومهمة الدرك حماية الموقع حتى أننا لا نفتش زوار مخيم الزعتري، لكن ومن خلال غرفة المراقبة والسيطرة نستطيع المراقبة على المخيمات جميعها. وحول أحداث الشغب التي يتعامل معها الدرك يومياً في مخيم الزعتري قال الفريق الطوالبة «نقدر ظروف اللاجئين ونتعامل معهم بإنسانية فنحن ندرك مأساتهم وحجمها ووقعها على نفسياتهم يكفي أنهم تركوا بيوتهم ومنهم من قتلت زوجته أو ابنه ومع هذا فإننا نتعامل بحذر عند فض الاعتصام أو الشغب، وتنسحب قواتنا سريعاً من الموقع لافتاً إلى أن اللاجئين يعمدون إلى وضع الأطفال في الصف الأمامي ووراءهم الأكبر عمراً ثم النساء والرجال في الصفوف الأخيرة ويقومون برشق الحجارة، وعلينا أيضاً أن نتحمل ووفق التعليمات وفق المعايير الإنسانية وعادة ما تكون الإصابات واقعة على أبناء الدرك». إلى ذلك ضبطت قوات مكافحة المخدرات كمية من الحبوب المخدرة قدرت بنحو 250 حبة كبتاغون.