بصوتها العربي ، الذي يتنفّس ربيع الثقافة ضمن احتفالات المنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013م ، وبكائنها الدافئ الذي ينسلّ من حنجرتها بهيئة أغنيات وموسيقى، أفصحت الفنانة اللبنانية “جاهدة وهبة” ، عن روائعها المغنّاة لألبومها الجديد “سوناتة حب” . كان ذلك على خشبة الصالة الثقافية مساء الخميس الماضي ، بحضور وزيرة الثقافة الشيخة ” مي بنت محمد آل خليفة ” ومجموعة من الشخصيات الثقافية والمهتمين بالغناء ومتذوقي تجارب وهبة في الموسيقى والشعر والمحاكاة اللحنية الفريدة. ومن قلب المنامة، مارست الفنانة جاهدة اختبار الشعر داخل الأغنية ومقاربة اللحن ببراعة غريبة ، قدّمت من خلالها ألبومها الغنائي الذي تطرحه أواخر شهر أبريل المقبل بعنوان “سوناتة حب”، والذي قامت بتسجيله في استوديوهات بلجيكا. ويمثّل الحفل الإطلاق الغنائي الأول لكل هذه الأغنيات ، التي قامت بإنتاجها وتلحينها باستثناء أغنية من أرشيف أم كلثوم ، من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي. وبدت الأغنية في هذا الحفل مسافرة وجميلة، حملت وجوه أوطان عدّة انتقت منها الفنانة وهبة من كل عالمٍ جمالية وصياغة ما، كما كان في ألبومها مع الشعراء : بابلو نيرودا (تشيلي) ، محمود درويش (فلسطيني)، فرّوغ فرخزاد (إيرانية) ، أدونيس (سوري)، ولّادة بنت المستكفي (شاعرة أندلسية)، أنسي الحاج (لبناني) وطلال حيدر (لبناني). وبمعادلة تختبر فيها جاهدة الكلمة برفقة الموسيقى ، شاركها الحفل عازف القانون الشهير أسامة عبدالرسول ، الذي أشرف على الإنتاج والتوزيع ومجموعة من الموسيقيين الاحترافيين، هم: فيليب توريو (أكورديون) ، مروان فقير (كمان) ، بنسه هوزار (تشيللو) ، فرنسوا تايلوفر (إيقاعات) ، وبدرو غوريدي (كلارينت). وبدت السوناتة تحفة سماعية أثيرة ترجمت الشعر إلى العربية الجميلة ، واستخدمت اللحن والموسيقى في ترجمة من نوع آخر، وضعت فيها هذه المقطوعات في سياق المُشاع والمُتاح. هذه الروح الغريبة التي حملتها كل الأغنيات، أظهرت معالجة موسيقية وفنية تم تحويل الشعر المقروء والشفاهي إلى ترويج لتجارب ومختبرات عربية في الغناء والسماعيات ، حاولت من خلالها وهبة تحسّس القصيدة الهادئة وإبراز المونولوج والسرد الخفيف الذي تختصّ به بعض القصائد ، واعتمدت على المقطوعة المعزوفة كرديف للكلمات وذلك لجسّ الحس الإنساني، وإبراز المداخلات الشعورية وتأمل الحالات التي تتخفّى خلف الشعر. تجدر الإشارة ، إلى أن الفنانة جاهدة وهبة كما يصفها النقّاد هي كاهنة المسرح والصوت الساحر، تعيد للأغنية العربية أحرف الشرف الخاصة بها في زمن الغوغائية. وقد درست جاهدة علم النفس في الجامعة اللبنانية، لكنها وجدت نفسها في الشعر الأصيل والموسيقى فدرست الغناء الشرقي في المعهد الوطني العالي للموسيقى. من أهم ألبوماتها “كتبتَني” ، الذي تصدر لائحة مبيعات “الفيرجن ميغاستور” لأشهر طويلة. و صدر لها العام الماضي كتاب بعنوان “الأزرق والهدهد/ عشق في الفايسبوك “، عن دار الساقي، وقد احتلّ المرتبة الأولى في مبيعات كتب الأدب في معرض بيروت الدولي وحصد النجاح تلو النجاح في معارض الكتب العربية. كما تمّ اعتماده ككتاب أساسي للدراسة ضمن مناهج الأدب لصفوف الثانوي في أكثر من مدرسة لبنانية. وتمّ اختيارها مؤخّراً من جامعة كامبريدج – لندن – لتكون ضمن 2000 شخصية مثقّفة في هذا القرن، يُخصَّص عن سيرتها ملف كامل ضمن صفحات معجم الجامعة العالمي. جاهدة وهبي جاهدة وهبي البحرين | الشرق