العام الماضي أيام لجنة الجامعة العربية في سوريا كان أحد قادة الجيش السوداني (الفريق الدابي) هو من تختاره الجامعة لتنفيذ المهمة هذه، ومدير مخابرات إيران تلتقطه العيون في فندق روتانا في الخرطوم متنكِّراً يبحث عن اصطياد الدابي! وقبلها بقليل، أيام الإعداد لشيء ما، كان عمر سليمان مدير مخابرات مبارك يهبط في الخرطوم حتي بعد أن فقد منصبَه!.. يعمل لجهة أخرى، والرجل يهبط في الخرطوم وهو يمشي خلف شوارب ضخمة، متنكراً في هيئة رجل من الريف المصري! وفتاة سودانية كانت هي الصلة بينه وبين مدير مخابرات سابق في الخرطوم! والفتاة تشعر بالعيون خلفها، وتستدير بعربتها أمام مطعم (جاد) وتهرب إلى لبنان! قبلها كان نائب مدير مخابرات الرئيس الإريتري (أفورقي) يمشي في شوارع الخرطوم بصحبة سوداني معروف مطمئناً إلى أنه لن يتعرف عليه أحد، لكن امرأة إريترية تقع عيونها عليه في حي الرياض في الخرطوم.. والسودان مثل لبنان، يصبح خلية تئز بصراع المخابرات العالمية! وأربعة رجال من المخابرات الأمريكية، وعلى امتداد العام الأسبق يطاردون أحد مديري بنك السودان حول العالم، يطلبون معرفة ما تحت أرض الاقتصاد السوداني، والرجل يفتح باب بيته في أم درمان، فيجد الأصدقاء هؤلاء، وفي فندق (أبوجا) يلقاهم وفي مؤتمر في مدينة بون يلقاهم! وعلى امتداد الأعوام الماضية، كتاب القمح السوداني وتدميره كان شيئاً من تأليف مخابرات جهة معينة، ومثلها كتاب الثروة الحيوانية، والآن كتاب السمسم السوداني، وثروات أخرى، تديره المخابرات الألمانية! لكن الجديد الذي يثير الفزع، هو أن موجة الفساد التي تضرب مفاتيح الخدمة المدنية هي الطابور الجديد، والأسلوب الجديد لمعركة المخابرات! مرحلة جديدة من الاستعمار تبدأ، والسودان ليس فريداً، فكل دولة في العالم الثالث يدخلها جيش المخابرات بأسلوب ما.. وما يختلف الآن هو أن العمل الاستخباري ينتقل من متابعة الأحداث إلى صناعة وقيادة الأحداث!!