أكد وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، عمق العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدة، ووصفها بأنها في أفضل حالاتها على جميع المستويات خصوصاً التعليمية والثقافية «بعد ارتفاع عدد الطلاب السعوديين في أمريكا إلى 70 ألف طالب ونجاح البلدين في تسهيل إجراءات التأشيرات بين مواطنيهما وبمدد زمنية تصل لخمس سنوات». وأشار، في مؤتمر صحفي أمس بمقر وزارة الخارجية في الرياض بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى تعاونٍ دولي لبحث الأزمة السورية بعد اجتماع روما الأخير، الذي تعهد بتقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي الملموس للائتلاف الوطني السوري، منبِّهاً إلى تشديد المملكة على أهمية تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع أمام آلة القتل والتدمير التي يستخدمها النظام. الأزمة الإيرانية وعن أزمة الملف النووي الإيراني، بيَّن الفيصل أن وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية اجتمعت أمس الأول بوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وقدمت إيجازاً للجهود الدبلوماسية القائمة لمجموعة 5+1. وجدد الفيصل تأييده الجهود الرامية إلى حل الأزمة دبلوماسياً، وبما يزيل الشكوك المتعلقة بها، ويضمن استخدام إيران للطاقة النووية للأغراض السلمية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، مع تطبيق هذه المعايير على كافة دول المنطقة، وتابع «من هذا المنطلق يحدونا الأمل أن تسفر المفاوضات عن حل جذري لهذه الأزمة وليس احتواءها، مع أهمية مراعاة عامل الزمن وأن المفاوضات لا يمكن أن تسير إلى ما لا نهاية». وعن النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، لفت الفيصل إلى أهمية استئناف جهود السلام وفق رؤية واضحة ومحددة وخطوات حقيقية وملموسة وليست تجميلية، خصوصاً في ظل وجود قرارات شرعية دولية واضحة ومحددة واتفاقات سابقة مبرمة ومرجعيات متفق عليها لا تتطلب سوى وضعها موضع التنفيذ للوصول لحل عادل وشامل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة الأطراف في إطار حل دولتين مستقلتين. العلاقة بالحبشة في سياقٍ آخر، اعتبر وزير الخارجية أن علاقة المملكة بالحبشة «إثيوبيا» لم تشُبهَا أي خلافات بعد مشكلة المجموعات التي تسللت مؤخراً إلى الأراضي السعودية، وقال «إن للحبشة تاريخاً قديماً ويربطها بالمملكة صلة طويلة وتاريخ مرموق». وأضاف «علاقاتنا مع الحبشة تطورت إلى أن وصلت إلى المستوى الحالي من تميز وثقة وتعاون مشترك في مجالات شتى، من بينها الاستثمارات السعودية، إضافةً إلى المجال الاستراتيجي بهدف تهيئة أوضاع القرن الإفريقي»، مبدياً استغرابه من أي أقاويل تدار حول علاقات متوترة بين المملكة والحبشة. عضوات الشورى من جانبه، أشاد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بمنح ثلاثين مقعداً في مجلس الشورى السعودي للنساء، واصفاً الأمر ب «نقلة نوعية تُسجَّل لتاريخ المملكة في منح الحقوق بالعدل والتساوي». وفي إطار المبادرات الثنائية، شدد كيري على أهمية السلام في منطقة الشرق الأوسط والإصرار المشترك على منع إيران من حيازة السلاح النووي، مضيفاً: «يجب على الإيرانيين استيعاب ذلك، ونحن نفضل التعامل بدبلوماسية قبل اتخاذ القرار المناسب تجاه هذا الموضوع». ونبَّه كيري إلى أهمية مناقشة وضع حد للحرب الأهلية الدموية في سوريا والترويج للانتقال السلمي لتحقيق الأمن والعدالة للشعب السوري. وقال كيري: إن الولاياتالمتحدة مستمرة في تمكين المعارضة السورية للسعي قدماً لتحقيق مصالح الشعب السوري، إلا أنه أكد عدم توفر ضمان لوصول الدعم بالسلاح إلى المعارضة السورية والأشخاص المعتدلين «لأنها قد تذهب للأيادي الخاطئة»، حسب اعتقاده.