أداء مؤسسة النقد لا يقل سوءًا عن أداء وزارة التربية أو وزارة العمل أو وزارة الشؤون البلدية، ليس بسبب شركات التأمين المساهمة وليس بسبب نكسة سوق الأسهم 2006 وليس بسبب نقودنا الورقية المهترئة ولكن لأنها أخّرت دوام بنوكنا (المتردية والنطيحة) التي بالكاد تقوم بواجباتها تجاه عملائها حتى أتت مؤسسة النقد وأخرت دوام البنوك من الساعة التاسعة والنصف حتى الرابعة والنصف، بمعنى أنها تفتح ساعتين في الصباح ثم تغلق لصلاة الظهر، ومع أداء موظفي البنوك المتواضع حالياً مع تردي مرتباتهم ومزاياهم نتيجة العاصفة المالية التي عصفت ببنوكنا بعد الهزة الاقتصادية العالمية 2008 وكلفت بنوكنا ديونا معدومة خيالية أثرت في أدائها وفي معايير اختيار موظفيها ومستوى تدريبهم فصارت البنوك تذكرك بأداء الدوائر الحكومية في الثمانينيات. بعد الظهر مدارس ودوام وغداء ونوم، يعني لا أحد يستفيد من ساعات الدوام المتأخرة للبنوك، من باب العقل أن تفتح البنوك في الثامنة وتغلق في الثالثة إن شاءت، أعرف أن مسؤولي مؤسسة النقد تأتيهم خدماتهم البنكية في مكاتبهم ولكن هناك ملايين المواطنين الذين يصطفون طوابير أمام البنوك لخدمات جد بسيطة ومتواضعه وساعات عمل غير مناسبة. كنا نعتقد أن سبب تدهور مؤسسة النقد هو الإدارة السابقة الآن تغيرت الإدارة وبقي الوضع أسوأ مما كان عليه.