القصيم – أحمد الحصين وزير الشؤون الاجتماعية لا يعلم أن الأمر وصل إلى حرماني من العربة العادية! المرافق غير مهيَّأة للمعاقين.. وطريق ترابي حرمني من الصلاة في المسجد. عدم تهيئة المرافق حرمني من الدراسة والحصول على شهادة إعاقتي 70%.. وطلبت سيارة معاق منذ ست سنوات ولم تُصرف لي. «متحدي الإعاقة» هكذا وصف نفسه بعد أن تحوّل من مواطن يعيش حياته بشكل طبيعي إلى مقاوم للإعاقة جعل من نفسه معاكساً للظروف التي يواجهها في حياته طيلة 23 عاماً من عمره، وتحوّلت معاناته شبه يومية بعد حرمانه من حقوقه كأحد أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة التي كفلها له النظام. ويقول عبدالرحمن بن حمود الأحمري، من قرية آل مشهل، إحدى قرى محافظة محايل عسير، «عجزت عن الحصول على حقوقي من قِبل وزارة الشؤون الاجتماعية لست سنوات ظللت فيها أبحث عن حقوق فرضتها الدولة لي ولم أحصل على شيء منها رغم نظامية طلباتي. تقرير طبي ويبين التقرير الطبي الخاص الصادر من المديرية العامة للشؤون الصحية أن عبدالرحمن خرج للدنيا بعد فترة حمل كاملة وعملية قيصرية عام 1413، وعانى الأحمري منذ ولادته من ازرقاق وضيق تنفس، وأجريت له عملية إنعاش، وكان يعاني من ضيق تنفس، وجذع الطفل أطول من الأطراف، وأجريت له أشعة سينية أظهرت تشوّهات في الأطراف مع عدة كسور في الساق وعظم الفخذ، وأجرى اختصاصي العظام محمد نجم الدين، الكشف الطبي وكشف في تقريره الطبي أن الأحمري يعاني من ضيق في التنفس والتهاب في الرئة وتشوهات خلقية في الأرجل والذراعين وتكون العظم الناقص. كرسي متحرك وأكد عبدالرحمن الأحمري أن معاناته منذ ولادته تلك وحتى اليوم لم تجد أذناً مُصغية في وزارة الشؤون الاجتماعية والتأهيل الشامل، مؤكداً أنه قد عانى عدم أخذ حقوقه كمعاق طيلة تلك الفترة، وأن آخر كرسي قد تم صرفه له منذ عام 1431ه وهو كرسي متحرك وليس كهربائياً، وأكد الأحمري أنه منذ ذلك العام وحتى اليوم لم يُصرف لي أي شيء سواء كرسياً أو عربة أو سريراً، وجميع احتياجاتي الخاصة بكوني معاقاً لم أحصل عليها، مؤكداً أن نسبة العجز لديه وصلت إلى 70% بناء على تقارير طبية، والشؤون الصحية تعلم بذلك، وحتى بطاقة التخفيض الخاصة بي لم أحصل عليها سواء في الخطوط السعودية أو النقل الجماعي. تردد دون فائدة وبين الأحمري أن معاناته بدأت بالتردد على التأهيل الشامل في مدينة أبها، الذي يبعد أكثر من 180 كلم عن مقر منزله في قرية قرب محافظة محايل عسير، التي تبعد عنه ثمانية كلم، وأنه يراجع الشؤون الاجتماعية ليعلموا أنه مازال على قيد الحياة خلاف المراجعات الأخرى، لكي يتم تجديد الإعانة السنوية البالغة 1166 ريالاً تُصرف لي شهرياً، وليس من المعقول أن تكفي حتى ربع احتياجات المعاق، خلاف الضمان الاجتماعي الذي يصرف مبلغ 850 ريالاً فقط. سنوات ضائعة وأوضح الأحمري أنه حُرم من الدراسة والخروج من المنزل، ولا يملك حتى الشهادة ولا المنحة ولا حتى السيارة الخاصة به كمعاق، مبيناً أن ترتيبه في تقديم السيارة في وزارة الشؤون الاجتماعية هو 9746، ومنذ ست سنوات وحتى اليوم لم يصله شيء، وقال «حتى لو اتصلت أو ذهبت إلى مقر التأهيل الشامل ووزارة الشؤون الاجتماعية يقولون لي انتظر، ومازلت أنتظر حتى اليوم طيلة تلك السنوات الست، بالإضافة إلى حرماني من عربة معاق كهربائية تجعلني أخرج بكل راحة، وقد قدمت طلباً منذ عام 1431ه وحتى اليوم والتأهيل الشامل والشؤون الاجتماعية يطالبونني بالصبر، وذكر له أحد المسؤولين أنه لا يوجد لديهم سوى مقاس 16، واستغربت من أن يُصرف لي ذلك المقاس رغم أن المقاس المخصص لي هو 20». وأكد أن آخر ما صُرف له كان عربة عادية صُرفت لي عام 1431ه، ومازلت أشتري العربات العادية من حسابي الخاص أو من المحسنين، مبيناً أن المعاق يحتاج إلى عربتين لحركته وعربة خاصة لدورة المياه. استغلال للمعاق ويضيف الأحمري «كل المرافق العامة من مدارس ومحاكم وحتى المسجد، حُرمت منها بسبب عدم تفاعل الجهات الحكومية بتجهيز تلك المرافق للمعاق، وحتى الطريق الواقع بين بيتي والمسجد ترابي وغير معبد رغم تقديمي شكوى للمحافظ الذي وجّه بشكل سريع البلدية»، مؤكداً أن الطريق تسبب له في الحرمان من الصلاة في المسجد بشكل مستمر، وأن الجهات الخدمية والحكومية لم تهيئه لذوي الاحتياجات الخاصة، ويضيف «وصلت لسن 32 ولا أمتلك شهادة، وأصبحت في موقع يسهل استغلاله من قِبل كثير من سماسرة الشركات، وقد عرض علي وسيط وظيفة براتب 3000 ريال شريطة أن يعطيني نصفها ويأخذ نصف المرتب، كما لا أتمتع بالحسومات المخصصة للمعاق في جميع المواقع التجارية والمستشفيات الخاصة». خادمة منزلية وقال الأحمري كنت قد طلبت استخراج فيزة لخادمة منزلية وأعطوني إياها، ولكن من أين آتي بمبلغ استقدامها؟ وكذلك من أين أدفع راتبها الذي قد يصل إلى 1500 ريال وإعانتي 1166 ريالاً من الشؤون الاجتماعية؟! بالإضافة إلى الحرمان من المسكن والمصاريف، واحتياجاتي لا تتم وفق ما يعتقده كثيرون في الشؤون الاجتماعية، ومستعد للتنازل عن المكافأة مقابل توفير جميع احتياجاتي، مؤكداً أنه في كل مرة يستمع من خلالها لوزير الشؤون الاجتماعية يشعر بأن المعاق يعيش في حياة رفاهية، والواقع بعكس ذلك الكلام، وحياة المعاق في المملكة ليست كما يظن الوزير، ولكن الوزير لا يعلم أنه قد وصل الأمر إلى حرماني من العربة العادية. خطابه إلى المحافظ آخر تقرير طبي تمت موافقة اللجنة عليه يبين احتياجه إلى سيارة وعربة كهربائية وخدمات المعاقين