بطلب من جائزة البوكر كتب الروائي السعودي الجميل محمد حسن علوان روايته الجديدة «القندس»، وهي الرواية الرابعة له بعد صوفيا وسقف الكفاية وطوق الطهارة، وتأتي كجزء ثالث للروايتين الأخيرتين، وإن كان أصدق فيهما. كل الثلاث روايات تتكلم عن بطل القصة النزق الذي يكره مدينته ولا يجد فيها شيئاً ممتعاً، فيغرق في مغامراته العاطفيه وإحباطه ويئسه من كل شيء، ما جعل علوان متفوقاً على زملائه الروائيين السعوديين بجمال لغته وتماسك بنائه الروائي، فتحس معه أنك تقرأ رواية متكاملة وليس صف «سواليف». في القندس هاجر بطل الرواية هرباً من كل شيء إلى ولاية أوريجن الأمريكية المعروفة بطبيعتها الصارخة وجوّها الكئيب، فزاد اكتئابه اكتئاباً، وزادت وحشته وحشة، وأمام أنهار أوريجن الساحرة تعرف بطل القصة إلى القنادس التي تتكاثر في غابات أوريجن، فعقد مقارنة بينه وبين إحداها لم تكن مقنعة لجهل أبناء المنطقة العربية بالقندس وماذا يدور في رأسه وغياب القارئ الأجنبي الذي يستطيع قراءة الرواية، فاستخدم علوان الفلاش باك كثيراً ليستعرض ملامح البيت القديم في الفاخرية وعلاقاته الأسرية التي تجعلك تحتار هل أنت تقرأ سقف الكفاية أو طوق الطهارة أو القندس. من الخطورة لروائي واعد مثل محمد حسن علوان أن يقبل بدعوة أي لجنة لأي جائزة ليكتب لها رواية، لأن الإبداع ليس محل «كوب كيك» يأتي بالطلب، الإبداع يأتي نقياً مبهراً حينما يأتي فطرياً على سليقته كما ولدته بنات أفكار المبدع وحده، ما الفائدة التي سيجنيها علوان من جائزة لا تسمن ولا تغني من مجد روائي لروائي شاب نعوّل عليه كثيراً؟