بعد الهزيمة الثانية من الفتح – هذا الموسم – صرح صالح الصقري لاعب الاتحاد بكلام قد يكون هو الأكثر واقعية من لاعبي الإتحاد مؤخراً: بعد أن استمعت له، استعدت بعض تصريحات زملائه من نجوم الإتحاد والتي كنت أرى أنها تعبر عن عدم اقتناع وعدم تصديق منهم بالمرحلة الحساسة، أو التحول الذي يمر فيه الإتحاد من بطل لآسيا، ومنافس دائم على الدوري لفريق لا يستطيع مجاراة التعاون والفتح، فالفريق يقدم واحد من أسوأ مواسمه في بطولة الدوري. فعلى الصعيد الدفاعي مثلاً، شباك الإتحاد تلقت حتى الآن متوسط 1.64 هدف كل مباراة! وهو معدّل كبير ويبدو في طريقه للارتفاع ولم يصل له الإتحاد في الدوري سوى مرة وحيدة في آخر 10 مواسم (1.68 موسم 2004-2005). في بداية الموسم وعندما نال الإتحاد أول هزيمة له في الدوري أمام نادي الاتفاق في الدمام، كان قائد الفريق محمد نور يؤكد أن الاتفاق لا يمكن أن يفوز على الإتحاد إلا بهذه الطريقة (أي بضربات جزاء أو حالات الطرد). ما بين الدقيقة 1:00 و 1:30 بعد تلك المباراة استعاد الإتحاد بعضاً من عافيته، حتى تلقى هزيمة أخرى أمام الفتح ، ومن ثم أمام الأهلي، وحينها كان يبدو من تصريح نايف هزازي لاعب الإتحاد محاولة للتذكير بمن هو الإتحاد حين أقحم انتصارات الموسم الماضي بقوله “العام الماضي أعطيناهم رايح جاي” في موضع ليس له تبرير! ما بين الدقيقة 1:35 و 1:45 أما بعد التعادل مع الهلال، فكان تصريح محمد نور بثقة من أنهم سيضيفون لرصيدهم الست نقاط القادمة من مباراتي التعاون ثم الرائد (الترتيب الصحيح هو لقاء التعاون ثم الفتح). ولكن ما حدث أن الإتحاد أضاف (صفر) نقاط إلى رصيده من هاتين المباراتين! استمع للعشرين ثانية الأخيرة وهنا يجب أن يعرف لاعبو الإتحاد أن اللاعبين في باقي الفرق أصبحوا يدركون أن بإمكانهم الفوز على الإتحاد وأن الفوارق الفنية سيلغيها حماسهم مقابل برود وتشتت الإتحاديين، وهذا يبدو واضحاً إذا ما عرفنا أن هزيمة الإتحاد من نفس الفريق “الفتح” ذهاباً وأياباً ضمن بطولة الدوري من نفس الموسم هو حالة نادرة وتاريخية للفتح وللإتحاد كذلك، حيث أنه لم يحصل أن خسر الإتحاد في العشر مواسم الماضية نفس الفريق بالدورين الأول والثاني من نفس الموسم سوى مرتين وكانت كلا المرتين من أمام الفرق التي يتنافس ويسيطر معها الإتحاد على لقب الدوري: في موسم 2009-2010 حين هُزم من الشباب 1-0 و 2-1، وفي موسم 2006-2007 حين خسر من الهلال في الدورين بنفس النتيجة 2-1. وهو ثاني فريق يتمكن الفتح من هزيمته في الدورين الأول والثاني في الدوري الممتاز في تاريخ مشاركاته بعد أن فعلها في القادسية قبل موسمين. أوضاع الإتحاد تحتاج بكل تأكيد لمراجعة لن تحلها قرارات انفعالية كإلغاء عقد ديمتري وتعيين كيك فقط، بل تحتاج إلى قرارات تاريخية وجريئة لبدء صفحة جديدة في مسيرته تبدأ من اللاعبين ولا تنتهي عند حدود مدرجات الملعب. نادي الإتحاد