محمد بن عبدالرحمن آل إسماعيل وأعني بهم الأطفال.. كان الطفل في عصرنا الطفولي خالي الذهن لأن والده كذلك خالي الذهن؛ فلا يفكر في مستقبل ولا في كسب الرزق لقوة عقيدته ولثقته فيما عند الله ثم ليسر المعيشة وعدم متطلبات الحياة وعقدها، فتتوفر كسرة الخبز ولقمة الرز، والبيوت فيها كل ما يتطلبه من مخزون غذائي، فكله إنتاج بيتي فأكثر فلا فواتير كهرباء ولا فواتير هاتف وجوال ولا ضرائب ولا رسوم. الطفل يستيقظ وقد أُعد له الفطور من إنتاج البيت وينام من أول الليل وقد شبع من إنتاج البيت وعقيدة الأب (أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) وإذا أراد الأهل من الطفل اتباع الأوامر فليس عليهم إلا أن يقولوا للطفل سوف نعطيك (حويجة) والطفل ينصرف ذهنه إلى أن الحويجة هي حبة أو حبتان من الحلوى المسمى (شكليت) أو بيضة مسلوقة هذا هو مستوى تفكيره وربما تفكير من هو أكبر منه أما في عصرنا الحديث هذا فإنك إذا قلت بعبارة أبشروا فسوف تكون لكم مفاجأة سارة لأن (حُويجة) انتهى عصرها؛ فإن الطفل ينصرف ذهنه مباشرة إلى جهاز إلكتروني من جهاز لابتوب إلى ما هو أرقى منه ولا يمكنك أن تفاجئه بشكليت ولا بيضة، أما إذا وعدته بمفاجأة ثم فوجئ بشيء لا يمت له عن قرب ولا عن بعد ليس في هذه المفاجأة طعام ولا لباس، ويتمخض كما يقال الأسد إلى فأر، عندها فإن هذا الصغير أو الطفل سوف يفتقد الثقة فيك، وعندها تكون الكارثة حين يكبر وتكبر أنت، وفقدان الثقة مصيبة كبرى فحين تكون من الصغير في الكبير عندها يصغر الكبير في عين الصغير؛ لذا نقول احترموا عقول الصغار لأن الصغير يكبر والكبير يهرم، وإذا فقدت الثقة بين كبير الأسرة أو بين العالم القدوة عندها تحل الكارثة وقل على الدنيا السلام، فإذا وعد الكبير أو تبجح بأنه وفر لأولاده ما يحتاجونه ولم يصدق وهو يملك المال عندها لا ينتظر منهم إلا العقوق والحقد، فهذا يولد فتيلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة إذاً لنحترم عقول الصغار.