تواصل فرق مشتركة بين الحرس الوطني والشرطة التونسية تمشيط الجبال الحدودية المحاذية للجزائر بين مدينتي الطويرف وساقية سيدى يوسف في محافظة الكاف، غرب البلاد، بحثاً عن المتهم بقتل المعارض السياسي شكري بلعيد، الذي قيل عنه إنه متشدد ووصفه والده بأنه لا يقوى على قتل دجاجة، وكان يدرس في الولاياتالمتحدة. وأوضح مصدر في الأمن الوطني أن الحملة تهدف إلى «تضييق الخناق» على المشتبه به وسد كل منافذ الهروب أمامه، بعدما تم حصر أماكن وجوده المفترضة من خلال الاستعانة بالأقمار الاصطناعية. وقال طيب القضقاضي والد المتهم الرئيس في قضية شكري بلعيد «كمال القضقاضي»، ل»الشرق»، إن ابنه كان يقيم في الولاياتالمتحدة، حيث تابع دراسته الجامعية على نفقة الدولة التونسية، وحصل على شهادات من جامعات أمريكية وأتقن الحديث بخمس لغات أجنبية. وأضاف أن ابنه لا يزوره إلا نادراً وبمعدل مرة في السنة، باعتبار أنه طلّق والدته منذ سنوات. وأضاف أن ابنه تلقى عروضاً بالانضمام إلى قوات الأمن التونسية إثر عودته من الولاياتالمتحدة. ووصف طيب القضقاضي ابنه بأنه وديع «لا يستطيع قتل فرخة»، ولا يظن أنه يقدم على عملية قتل، لكنه دعا الله أن يقتص منه إن ثبت أنه قتل شكري بلعيد. وأضاف: أتوجه إلى ولدي بالقول: إن كنت قتلت إنساناً مناضلاً، فليأخذ الله حقه منك. من جهته، رأى المرصد التونسي لاستقلال القضاء أن الندوة الصحافية التي أعطى فيها وزير الداخلية علي العريض، معطيات عن عملية الاغتيال، تمت من دون التنسيق مع قاضي التحقيق المتعهد بالقضية، خلافاً لما صرّحت به وزارة الداخلية. وفي سياق متصل، استمع قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية في تونس، الموكلة إليه قضية بلعيد، إلى أقوال رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي بوصفه شاهداً في القضية، وذلك في قصر قرطاج في العاصمة، وفق ما جاء في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية. وكان شقيق بلعيد صرّح أخيراً بأن المرزوقي على علم بالأطراف التي وراء الاغتيال، وأنه سبق له أن حذّره من إمكان تعرّضه للاعتداء، وعرض توفير حماية أمنية له. لكن شكري رفض ذلك لأن توفير الحماية له سيعني خضوعه للمراقبة الأمنية. وفي سياق آخر، شهدت تونس العاصمة أمس الأول حملة لجمع التبرعات لدعم قناة تليفزيونة تواجه شبح الإفلاس أطلق عليها «حملة البقدونس»، شارك فيها رجال السياسة والحقوقيون ومواطنون، حيث بدأوا منذ الصباح الباكر ببيع البقدونس لأجل دعم قناة «الحوار» مادياً. وقال صاحب قناة الحوار طاهر بن حسين، إن القناة تمر بظروف مالية صعبة، بسبب ما عدّه حصاراً مفروضاً من قِبل حركة النهضة والحكومة، لمنعها من الحصول على الإعلانات التجارية. ووصل ثمن ربطة البقدونس الواحدة إلى مائة دينار تونسي، أي حوالي سبعين دولاراً أمريكياً، في حين خُصص سعر للمواطنين العاديين بعشرين ديناراً لكل ربطة بقدونس يصل وزنها إلى حوالي مائتي جرام.