«حين سقطتُ على الأرض شعرت بضيق في التنفس، وزاد حزام الأمان الضغط على صدري، وبقيت على هذا الحال حتى جاء الهلال الأحمر وخلّصني».. بهذه البساطة سرد الطفل عبدالإله الرويضان قصته في حادثة مدينة الألعاب التي وقعت أمس الأول وأصابت 11 آخرين من زملائه في الرحلة المدرسية التي كادت تتحول إلى مأساة. سرد قصته ل «الشرق»، وتحدث عن بداية الحادث، وقال «شعرنا باهتزاز غريب في اللعبة أثناء وهي ترتفع إلى الأعلى، ثم توقفت في الوسط ثم عادت وارتفعت ثم هوت نحو الأرض». سرد الصغير قصته وهو على السرير الأبيض في مستشفى الملك خالد الجامعي حين زارته «الشرق» وزملاء آخرين من بين ضحايا الحادث. في العناية المركزة الطفل سلطان المعمر لا يزال يرقد في العناية المركزة، ومشكلته الصعبة هي الإصابة في فقرات العمود الفقري. والده قال ل «الشرق» بعد نقله من مستشفى الملك خالد الجامعي إلى مستشفى الحرس الوطني «ابني في العناية المركزة وقرر الأطباء إجراء عملية له بسبب مشكلات في فقرات العمود الفقري، وقد تكفل أمير الرياض بكامل المسؤولية، وقال لنا إنه لن يتوانى أبداً في أن يكون أباً لكل واحد منكم». وأضاف «بعد سماعي هذا الكلام انزاح الهم، ولم أعد أفكر إلا في سلامة ابني». لعبة الصاروخ في غرفة أخرى تحدثت ل «الشرق» والدة الطفل سليمان الركوني «12عاماً وهو سوداني». وقبل الحديث رفضت الأم تصوير ابنها لأنها على حد تعبيرها العفوي تحزن كثيراً حينما تشاهده في هذه الحالة. وقالت إن ابنها تعرض لكدمات ورضوض في الظهر. وأضافت «نطالب بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة، فلولا لطف الله وعنايته لكان ابني من الأموات».. وأكدت «لا أريد مالاً ولا تعويضاً، بل أريد أن يكون ابني سالماً معافى». أما أم الطفل اليمني الجنسية المصاب شمسان الشمسان «12 عاماً» « فسردت تفاصيل تلقيهم خبر الحادث «في الثانية عشرة ظهراً ورد اتصال من المدرسة عن تعرض الصغير لحادثة.. تضيف «تركت منزلي وأطفالي الآخرين وحدهم، ذهبت لمستشفى الملك خالد الجامعي ليتم بعدها نقله لمجمع الملك سعود الطبي بالشميسي، حيث تعرض ابني لكسر في الفخذ، وأجريت له عملية في الثانية بعد منتصف الليل إلى الرابعة فجراً، وخرج منها بأسياخ وحديد في فخذه، ومازال على السرير الأبيض». وتقول إن الصغير قال لها «ركبنا في لعبة الصاروخ، وكان عددنا 12 من مدارس مختلفة ولاحظنا في المرة الأولى اهتزاز اللعبة التي توقفت في الوسط، وقمنا بالصراخ لكي ننزل، ولكن العامل قام بضغط الزر وارتفعت بنا اللعبة للأعلى وانقطع السلك الحديدي، وأدى ذلك لاصطدامنا بالأرض بقوة، وبقينا حتى وصل الإسعاف ونقلنا للمستشفى». ما ذنب أطفالنا..؟ الطفل صالح التويجري يرقد بمجمع الملك سعود الطبي.. ووالده يقول إنه والأسرة لا يزالون في صدمة كبيرة.. وأضاف «ننتظر خروج الأطفال المصابين من المستشفى، وسنقوم بعمل اجتماع لجميع أولياء أمورهم، وسنطالب بحقوق أبنائنا». وأضاف «ما ذنب أطفالنا حين تهمل شركة صيانة ألعابها وتضع قطع غيار رخيصة». الشلهوب: لا نخلي مسؤوليتنا.. ومن حق كل أب أن يرفع قضية قال مستشار الرئيس التنفيذي لشركة الحكير محمد الشلهوب ل «الشرق» على حادث سقوط إحدى الألعاب الترفيهية في مجمع «بانوراما مول» في الرياض، نحن أمام حادثة تحتاج إلى إعادة نظر وتوقف ومراجعة حسابات وأشياء كثيرة، وهناك جهات كثيرة تشترك في هذا الموضوع، وكل ما يجب علينا فعله أن نقف مع الأطفال وأسرهم، ونقدم كل ما بوسعنا للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم، ونواسيهم على الحالة التي يعيشونها حالياً. وكذلك الجهات الرسمية تقوم بإجراءاتها ووقتها في موضوع التحقيق والكشف عن الأسباب التي أدت إلى هذا الحادث الأليم والموقع مغلق ولن يفتح حتى نتبين من الأسباب . وأضاف: لن نخلي مسؤوليتنا عما حدث، ومن حق كل ولي أمر أن يرفع قضية أو يأتي ويتفاهم مع الشركة، كما أن من حقه أن يتنازل، وهناك جهات معنية بهذا الأمر وفاتحة أبوابها، ونحن إن شاء الله لن نتأخر أو نخلي أنفسنا من المسؤولية أمام أحد، والشركة لن تتأخر عن شيء فيه مصلحة الأطفال أو ولي أمرهم. وأوضح: الألعاب هي عبارة عن مصانع تصنع الألعاب وتصدرها للمملكة العربية السعودية وغيرها وبعضها مصانع مشهورة، ما بين مصانع أمريكية وإيطالية، وتلك اللعبة التي حصلت عليها الحادثة هي إيطالية الصنع، وهي تأتينا متكاملة، وفيها كل التفاصيل التي تخص تشغيلها وصيانتها، وحتى الأحمال والموقع الذي توضع فيه. وأكد الشلهوب: أن هناك فريقاً قادماً من إيطاليا من المصنع نفسه الذي صنع اللعبة، ويصل إلى الرياض يوم السبت القادم لبحث الأسباب التي أدت إلى انقطاع الكيبل، وسوف يكتبون تقريراً بذلك. ونفى أن يكون مشغلو اللعبة من العمالة البسيطة، وقال: المشغلون للعبة مدربون ومختصون، ولدينا تعليمات دقيقة من الدفاع المدني وزيارات تفتيشية مفاجئة يقوم بها الدفاع المدني وليس هناك تساهل أو إهمال من قبل الإدارة أو موظف التشغيل للعبة. وقال: الشركة بشكل عام تتعامل مع مصانع، ونحن نحرص على أمان الجودة والمواصفات، ولا نأتي بمثل هذه الألعاب إلا من دول متقدمة مثل أمريكا وإيطاليا ولا نخفيكم أن هناك بعض الألعاب البسيطة يتم جلبها من الصين والهند، وحتى الألعاب التي تأتي من الصين والهند لا يتم استيرادها إلا من شركات متخصصة ولديها شهادات دولية معتمدة في هذا المجال. والمدينة الترفيهية في «بانوراما مول» تعد من المواقع الترفيهية الجديدة والحديثة، ولم تكمل ثلاث سنوات من افتتاحها، واللعبة التي حصلت عليها الحادثة لم يمض على تشغيلها سوى عامين وهي حديثة بالطبع، ولكن ما حصل أن الكيبل انقطع ونزلت اللعبة إلى الأرض بسرعة، وكانت مسافة الارتفاع تقريباً مترين، وسبب انقطاع الكيبل ربما بسبب الضغط وكثرة التشغيل، وهذا كان شيئاً غير متوقع كون اللعبة جديدة، ولم تكن المسألة تتعلق بالميكانيكا أو الصيانة، وهذا طبعاً لا يخلي مسؤولية أحد، ولكن بالطبع هو قضاء وقدر. اللعبة التي هوت بالصغار من أعلى (تصوير: حمود البيشي) شمسان الشمسان صالح التويجري عبدالإله الرويضان