طالعتنا أخبار هذا الشهربافتتاح مقهى للحزن في الصين حتى يتمكن الراغبون في التعبيرعن حزنهم بالبكاء الجماعي. قد يكون هذا خبراً في الصين ولكنه لايصلح أن يكون بالقدر اليسير من الإثارة في مجتمعاتنا العربية، وذلك بسبب مرور فعل البكاء فرادى أو زُرافات بمرحلة العادية. بكاء وحزن في كل ناحية وفي كل ركن من وطننا العربي، فلسطين تبكي منذ عشرات السنين،السودان انهارت أركانه من البكاء، لبنان،العراق وأخيراً سوريا.حتى الدول التي عانت مخاض ثورات الربيع العربي رافق إنسانها البكاء والأوجاع وما زال يعاني أعراض الانتقال من حال إلى حال. البكاء عندنا طبيعي وتلقائي ومجاني من الأوجاع والآلام ، وعندهم مصطنع، بنية التنفيس عن الضيق وهومدفوع الثمن. بكاؤهم من غير تأصيل ، وبكاؤنا له تاريخ ذاخر.أما أشهر من بكى في التاريخ فهو آدم عليه السلام،عندما نزل من الجنة. وبكى يعقوب عليه السلام على ابنه يوسف حتى ذهب بصره.أما يوسف عليه السلام فقد بكى على فراق يعقوب حتى تأذى به أهل السجن. وبكى عبد الله الصغير عندما وقف أمام ملكه الزائل في الأندلس وذلك عندما عنّفته أمه قائلة:»ابكِ مثل النساء ملكاًمضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال» .