إذا تجرَّأ أحدهم وصفعك بكفِّه على وجهك بعد مشكلة صغيرة بينكما -لا سمح الله- أو سوء تفاهم، فأنت أمام خيارين.. ولا وقت للتفكير: ستتحامل على نفسك وتبلغ الشرطة بما حصل لتأخذ لك حقَّك بالقانون، أو أن تأخذ يدك طريقها. الخيار الأول صعبٌ، خاصَّة على من كانت نفسه ثائرة، ودمه حار فوَّار، وقد لا يقدر عليه سوى قلَّة، والثاني لو أُخِذ به -وهو الغالب- فلا تدري عند أيِّ حدٍّ سيتوقف الخصام؟ وهل سيحسِم السلاح المسألة بإسقاط الضحية جُثَّة هامدة، أو بِعاهةٍ مستديمة بعد فضِّ الاشتباك؟ بدل أن يبحث المشايخ «أهل العلم، مشايخ القبائل» في سبيل الإصلاح، أين هُم قبل وقوع الأحداث؟ أطراف المضاربة لم تُربِّهم كائنات من كوكب آخر؛ إنَّما أشخاصٌ مِنَّا وفينا، تعلَّمَ الأغلبيَّةُ منهم أن «المكاتب ما يروح لها إلا الضعيف»! وهي الجملة التي تسبَّبت في كثير من المضاربات وحوادث القتل، وتجمُّعات ومجالس الصلح.. «واللهم لا تبتلينا». قبل أن تلجأوا للصُّلح، ودفع الديات واستعطاف العامَّة والمشايخ.. قبل كلِّ هذا لِمَ القتل؟! بحث الأسباب أولى.. وأعتقد أن الجملة «عنوان المقال» هي رأس المشكلة.