تفاعل أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مع شكاوى المواطنين الذين تزايدت مخاوفهم من انتشار المتسللين والمجهولين في قرى الحدود الجنوبية للمملكة، خصوصا من الجنسية الإثيوبية، وأمر الجهات الأمنية المختصة في المنطقة بسرعة متابعة أوضاعهم وتضييق الخناق عليهم. وبين أمير جازان في حديث ل»الشرق» أنه تلقى شكاوى كثيرة من المواطنين تعكس قلقا متصاعدا من تزايد أعداد المجهولين في المنطقة، مشيرا إلى أنه طالب الجهات الأمنية المختصة بمتابعة ذلك. ورصدت «الشرق» خلال جولة ميدانية أعدادا كبيرة من المخالفين الإثيوبيين المنتشرين في محافظات وقرى جازان، حيث وثقت بعدستها أماكن تجمعاتهم وأماكن اختبائهم واحتمائهم في الأودية والشعاب، ورصدت بعض أنشطتهم. ويتناقل أهالي جازان ومحافظاتها خبر وافد إثيوبي يدعى (عبده) يتزعّم عصابة امتهنت تسويق الخادمات الإثيوبيات على مستوى محافظات وقرى المنطقة، وحل عند كثيرين محل مكاتب الاستقدام النظامية، وقام بتأمين حاجة كثير من الأسر التي استسهلت التعامل بالطرق الملتوية وغير القانوية لتلبية حاجتها إلى الخادمات. ويدير عبده طلبات الأهالي للخادمات المنزليات من مقر إقامته في قرية الحسيني في محافظة صبيا، متنقلا بينها وبين قرية مشلحة، فيما نهج على سياسة في تسويق الخادمات تعتمد على قبض الرسوم المالية المتفق عليها خلال أربع ساعات من توفير الخادمة، وإمكانية استبدالها قبل ذلك إن لم تعجب الأسرة أو لم تلبِّ حاجتهم في أداء الخدمات المطلوبة. وتواصلت «الشرق» مع زعيم العصابة وأوهمته برغبتها في توفير خادمة لأداء الأعمال المنزلية، حيث بادر إلى سرد قائمة من الأسئلة وفرض قائمة أخرى من الشروط، كم عدد الغرف في المنزل، في أي دور تسكنون، هل لديكم أطفال وكم يبلغ عددهم، ولابد من منح الخادمة إجازة يومين في الشهر، ومبلغ 1750 ريالا كأجرة شهرية، إضافة إلى 200 ريال للدلالة، وخمسين ريالا قيمة أجرة السائق الذي سيقوم بإيصالها، واستمر الحديث والتفاوض معه نحو ساعة، انتهت بموافقته على تسليم الخادمة المطلوبة في محافظة صبيا، مشيرا إلى أنها ستصل في ساعة متأخرة من الليل، حيث سيقوم بتأمينها من محافظة أبو عريش لنقص لديه في أعداد الخادمات في صبيا. «الشرق» انتظرت وصول السائق إلى المكان المتفق عليه، حيث تبين أنه مسن سعودي، فيما وصل بصحبته امرأتان، ادعت إحداهما أنها المشرفة المكلفة بالتأكد من سلامة تطبيق اشتراطاتهم في مكان عمل الخادمة، حيث طلبت بعد وصولهم إلى المنزل الاطلاع عليه والتأكد من عدد أفراد الأسرة، وحصلت مشادة واختلاف معهم حول آلية المعاينة، بينما رفضت المشرفة الكشف عن هويتها، وبعد مغادرتهم عاود عبده الاتصال ب»الشرق» متسائلا عن سبب رفض الخادمة، حيث أبلغناه عن اختلافنا مع المشرفة وعدم معرفة هويتها أو هوية الخادمة التي كانت معها. وقال مصدر أمني ل»الشرق» إن جماعات إثيوبية تتخذ من بعض المزارع المجاورة لوادي بيش مصانع للخمور وترويج المسكرات والمخدرات، مشيرا إلى أنه تم ضبط أسلحة متنوعة مع بعض من تم القبض عليهم. من جهته، بين الناطق الإعلامي في حرس الحدود في جازان العقيد عبدالله بن محمد بن محفوظ، أن الجهات الأمنية ضبطت خلال حملاتها لرصد المتسللين والمخالفين 938 قطعة سلاح، 52666 قطعة ذخيرة، 26 قارورة خمر، 370267 كيلوجراما من القات، 3310 كيلوجرامات من مادة الحشيش المخدر، 62 من الحبوب المخدرة، 1041 كيلوجرام من الشمة، 43 كيلوجراما من التنباك، 12852 كيلوجراما ألعابا نارية، و20042 رأسا من الماشية، إضافة إلى القبض على 57387 متسللاً، و1438 مهرباً، ومصادرة 1.7 مليون ريال.