دعا تيار السلفية الجهادية في مصر الإخوانَ المسلمين وحزب النور السلفي إلى التوقيع على وثيقة جماعية للعودة إلى الدعوة وتطبيق الشريعة الإسلامية، وحذَّرَت من إرضاء الإخوان للعلمانيين على حساب الإسلاميين، ومن الابتعاد عن الدعوة للوصول إلى السلطة، وطالبت الرئيس محمد مرسي بالتخلي عن «العلمانيين والليبراليين». وتوقَّعَ تيار السلفيَّة الجهاديَّة قُربَ انتهاء الأزمة الحالية بين الإخوان وحزب النور على خلفية إقالة الرئيس محمد مرسي لمستشاره المنتمي للحزب، الدكتور خالد علم الدين، بدعوى الاشتباه في استفادته من منصبه. وقال القيادي في «السلفية الجهادية»، مرجان سالم، إنَّ الأزمة بين الإخوان وحزب النور متوقعة، ولكن استمرارها سيضر بالمشروع الإسلامي، وسيخدم مصالح العلمانيين والليبراليين، واعتبر أنَّ الإخوانَ أخطأوا بإرضائهم العلمانيين على حساب الإسلاميين، «فلم يطبِّقُوا الشريعة ولم يُرضُوا العلمانيين، والشعب نفسه غاضب عليهم، وأعتقد أنَّهم خسروا قاعدةً شعبيَّةً كبيرةً، وخاصة لدى أنصار الجماعات الإسلامية؛ نظراً لعدم تطبيق الشريعة»، حسب قوله. ورأى سالم أنَّ الإخوان والسلفيين ألقوا بالشريعة وراء ظهورهم، وجعلوا السلطة هدفاً لهم، كما انتقد تعامل حزب النور مع جبهة الإنقاذ المدنيَّة، ووصف أعضاءَها بالمفسدين داعياً إلى محاكمتهم. في سياقٍ متصل، أكَّد القيادي السلفي، الدكتور محمد عبدالمقصود، ل «الشرق» أنَّ أزمة الإخوان والنور ستنتهي قريباً، مضيفاً «هناك حلولٌ قريبةٌ ستحقق التهدئة حتى نكمل المشروع الإسلامي». ووصف عبدالمقصود الأزمة ب «العابرة»، وتوقَّعَ مساهمة وساطة الجماعة الإسلامية من خلال القيادي فيها طارق الزمر في إنهائها، وتابع «اتصلنا بالطرفين بشكلٍ ودي، وطلبنا منهم التوقف عن التراشق الإعلامي والاهتمام بالبناء والتنمية». بدوره، قلَّل القياديُّ في جبهة الإنقاذ، السفير حسن هريدي، من احتمالات واستمرار الخلاف بين الإخوان والسلفيين، وقال «هذه مهاترات سياسية وخلافات مصطنعَة، هم على وفاق، وما يحدث لعبة سياسية لحصد أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة». واعتبر هريدي، في تصريحات ل «الشرق»، أنَّ الرئيس مرسي لن يستطيعَ أن يحكم البلاد بمفرده دون تعاونٍ مع الليبراليين، وأكمل «إن لم يفعل ذلك، ستقوم ثورة ثانية بدأت الآن في بعض المحافظات، ومنها محافظات القناة، وبعض محافظات الدلتا، والقاهرة قريباً؛ اعتراضاً على حكم المُرشد».