الرياض – نايف الحمري عشرون ألف وفاة سنوياً تسجلها المملكة بسبب أمراض السُمنة ومضاعفاتها د. زيد الرماني أوضح المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور زيد الرماني أن السمنة لا تعتبر هذه الأيام مجرد مشكلة صحية، بل مشكلة اقتصادية. مشيراً إلى أن تكلفة عمليات السمنة ومضاعفاتها في المملكة تصل إلى 17 ملياراً سنوياً. وأشار الرماني إلى أنَّ تحسن ظروف المعيشة وتغيير عادات الاستهلاك الغذائي في العالم العربي، ومنطقة الخليج بشكل خاص، أدت إلى ارتفاع معدل انتشار السمنة. إذ يتراوح انتشار الوزن الزائد والسمنة في الشرق الأوسط ما بين 40 70% في بعض المناطق. وقد نبَّه الرماني إلى تفاقم الخطر المحتمل للسمنة في السعودية بعد أن وصلت نسبة النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن إلى 66%، كما ارتفعت معدلات الوزن والسمنة بين جميع الفئات العمرية من الجنسين في المجتمع السعودي. وكشف أن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أنَّ عشرين ألف وفاة سنوياً في المملكة تحدث بسبب أمراض السمنة ومضاعفاتها مثل السكتة القلبية والسكتة الدماغية وتصلب الشرايين والفشل الكلوي. وأضاف أن الإحصائيات تؤكد أن نسبة السمنة في المملكة تصل من 20 إلى 30%، حيث تحتل المملكة المرتبة الثالثة على مستوى العالم بعد أمريكا والكويت، حيث بلغت نسبة السمنة بين النساء 60% من إجمالي عدد السكان، بينما نسبة السمنة بين الرجال بلغت 40%. مشيراً إلى عكوف القائمين على كرسي السمنة في جامعة الملك سعود على إعداد جيل من الباحثين والأطباء السعوديين على أعلى المستويات العالمية لمكافحة السمنة. وبيَّن أن كرسي السمنة أعلن عن إطلاق حملة وطنية للتوعية بمخاطر السمنة تحت شعار «اخسر لتربح» اخسر وزنك لتربح صحتك. وقال: تؤكد بعض الإحصائيات أن النساء في منطقة الشرق الأوسط بكاملها وليس في السعودية فقط تفوقن على الرجال في معدلات السمنة، وهو أمر يربطه بعضهم بنقص الوعي، أو فقدان الإرادة. لكن ما أجمعت عليه دراسات كثيرة في هذا الجانب على مستوى العالم هو أن أمراض السمنة تقود إلى الوفاة عبر بوابة القلب والشرايين. ويشير الأطباء إلى أن السبب الرئيس لذلك التطور السريع والمفاجئ للحياة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات العربية، لم يتزامن مع توعية صحية مناسبة بخصوص الغذاء المتوازن، مما أحدث طفرة في متوسطات الوزن في معظم البلاد العربية وبخاصة في السعودية، حيث يلاحظ أن شرائح اجتماعية كثيرة لا تمارس الرياضة وينصرف أفرادها إلى الخلود والراحة والدَّعة والاسترخاء والنوم بعد تناول الوجبات الدسمة مباشرة. وذكر أنه توجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلى معدلات للبدانة بين البالغين في العالم، وأن التكلفة الاقتصادية المتنامية من هذه الظاهرة في سوق العمل المحلية تقدر بأكثر من سبعين مليار دولار، بما في ذلك الغياب عن العمل وفقدان الإنتاجية والنفقات الطبية الزائدة. ولفت أيضاً إلى أن انتشار وباء البدانة في الولاياتالمتحدة وصل إلى بلدان أخرى، وبات يمثل أحد أكبر التحديات التي يواجهها قطاع الصحة العامة في الألفية الجديدة. وأنه في أوروبا يتراوح معدل انتشار السمنة بين 10 40% من مجمل تعداد السكان. وقال الرماني إن منظمة التعاون الاقتصادي حذرت مؤخراً من أن السمنة في طريقها لتصبح المشكلة الصحية الأكثر شيوعاً في الدول الصناعية، ودعت الحكومات إلى إطلاق حملة شاملة لمعالجتها. وقالت المنظمة إنه منذ ثمانينيات القرن الماضي ارتفع عدد المصابين بالسمنة في الدول الأعضاء في المنظمة من عُشر السكان إلى ما يعادل الضعفين أو حتى ثلاثة أضعاف. وأشارت إلى أنه إذا استمرت الاتجاهات الراهنة، فإن المؤشرات تشير إلى أن أكثر من ثلثي الأشخاص سيعانون من زيادة الوزن أو سيصابون بالسمنة في عدد من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على الأقل في غضون السنوات القليلة المقبلة.