برزت الدعوة من جديد إلى استعمار بعض الدول الفقيرة بواسطة الدول الصناعية حتى تبسط الأمن والاستقرار وإدارة البلاد بطريقة نموذجية وبمعالجة مشكلات القصور فيها من النواحي التكنولوجية والتطبيقية بدلاً من تبديد أموالها ومعوناتها في الإغاثة، وبالطبع فهذه دعوى مردودة ،ولا يمكن لأية دولة مهما كان فقرها أن تقبل باستعمار جديد، إلا أن الحقيقة الأساسية تبقي وهي أن الدول الفقيرة تحتاج الى برامج تنموية أكثرمن حاجاتها إلى الإغاثة. ولا أجد مقولة أبلغ من تلك المقولة التي تتحدث عن الإغاثة ،التي تقول : خير ألف مرة أن تضع سنارة في يد الفرد وتعلمه كيف يصطاد سمكة من أن تعطيه كل يوم عشر سمكات. وهذا لا يلغي دور الإغاثة كلية ولكنه يحدد أطراً لوسائل أشد تأثيراً من الإغاثة ، فالإغاثة يجب أن ينظر لها علي أساس أنها حل مؤقت لمشكلة عاجلة لا تحتمل التأخير إلا أنها يجب ألا تكون الحل الدائم الذي يبقى ليضخ في أفواه الجائعين كل يوم من ماسورة الإغاثة .. الغذاء والدواء، إن الإغاثة كحل دائم تحول كل تلك الأعداد الهائلة من البشر من كم منتج إلى كم متلق عاطل متبطل يعيش ليأكل ويستهلك، وكم كنت أود أن أشهد تجمعاً عالمياً لمناقشة ظاهرة الإغاثة ووضع أنسب الطرق للاستفادة منها .