غنيّ عن التّعريف، فهو على الأغلب الشخصية العربية الأكثر شهرة في عالم المال ، ومعظم الناس على وجه المعمورة يعرفونه، حاز على جائزة «الشخصية ذات الرؤى المستقبلية» للعام 2012من مجلّة « بيسبوك « Bespoke، فهو ليس مجرّد رجل صاحب أفكار، بل هو شخص مستعد للمجازفة بكلّ شيء من أجل ما يسمّيها «مخاطر مدروسة ومحسوبة جيّداً»، إنه الأمير الوليد بن طلال، البالغ من العمر 55 عاماً، هو قطب من أقطاب الأعمال صنع نفسه بنفسه، إلا أنّ قدرته على اتخاذ مواقف حاسمة في حالات عالية المخاطر، كانت القوة المحركة وراء تحقيقه ثروة تقدّر بحوالي عشرين مليار دولار. وبعيداً عن وهج الصفقات المليونية، فالأمير الوليد شخص ودود للغاية، كما أنّ الله منّ عليه بذهن حاد، وبراعة في المقابلات، ولا يوحي لمن يسمعه بأنّ أجوبته معدّة مسبقاً. بل على العكس تماماً، إذ إنّه يتكلّم بكلّ صراحة ويعبّر بطلاقة عن آرائه ويناقش أيّ موضوع بطريقته المميزة والواضحة. «الشرق» يسرها أن تنشر اللقاء الذي أجرته مجلّة « بيسبوك «( Bespoke ) مع الأمير الوليد بن طلال بمناسبة نيله جائزة «الشخصية ذات الرؤى المستقبلية»، وحصوله على مشروعين ضخمين ومتميّزين باشر بهما مؤخراً، الأوّل هو «برج المملكة» في جدّة، الذي يفترض أن يكون أعلى بناية في العالم، بحيث يزيد ارتفاعه عن 1000متر. أمّا الثاني فالإطلاق القريب لقناة «العرب» الإخبارية بالشراكة مع محطة «بلومبرغ تي في» Bloomberg TV، التي يعتزم أن تبدأ البثّ أواخر العام 2012. * أذكر بوضوح جملة قالها سموّكم في مقابلتنا الأخيرة، وهي أنّه «إذا كان الجميع يشترون فأنا أبيع، وإن كانوا يبيعون حينئذ أشتري». والعالم اليوم لا يزال في مرحلة عصر النفقات. هل هذا هو السبب الرئيس وراء إقدامكم على مشروعين بهذه الضخامة والكلفة؟ - هذه القاعدة تنطبق على مشروع البرج وليس على القناة الإخبارية. * سنبدأ إذاً بالسؤال عن البرج، لمَ الآن؟ ولمَ في جدّة؟ - الوقت الآن ملائم لبناء برج كهذا، أولاً، أسعار مواد البناء، من إسمنت وحديد وغيرهما، متدنّية. ثانياً، وبكلّ صراحة، جدّة مدينة تفتقد للروح وهي بحاجة ماسّة إلى مشروع كهذا من شأنه أن يحدِث تغيّراً جذرياً فيها حتى تجذب المزيد من الأعمال والمشروعات. لم يحدث شيء في جدّة بحجم مشروعنا طوال أكثر من عقدين.. في الواقع ثمّة بضع منشآت مثل «مدينة الملك عبدالله الاقتصادية» (KAEC) في رابغ، و»جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا»( KAUST )في ثول، إلا أنّ هذين المشروعين ليسا في المدينة نفسها، بينما مشروعنا سيكون الوسط التجاري الجديد لشمال لجدّة. * إذاً هذا البرج جزء من مشروع أضخم؟ - نعم، البرج سيقام على مساحة تناهز المائة ألف متر مربّع من عقار يبلغ 3.5 مليون متر مربّع. فالبرج الشاهق الارتفاع سيشكّل معلماً بارزاً، كما أنّه سيعزّز قيمة ما تبقّى من العقار. * ما أهميّة أن يكون البرج الأعلى في العالم؟ - ليس مهمّاً أن يكون الأطول في العالم. ولكنّ برجاً يزيد ارتفاعه على الألف متر إنجازٌ لا يستهان به، من دون أدنى شكّ، فالبرج الأعلى في العالم اليوم هو «برج خليفة» في دبي وطوله 823 متراً، لذا فإنّ تخطّي هذا الارتفاع بأكثر من 200 متر يُعد أمراً مهماً. و لن يتمّ الإعلان عن الارتفاع النهائي قبل العام الأخير من أعمال البناء. * ألم يكن من المفترض أن يكون هذا البرج «برج الميل»، أي أن يبلغ 1600متر؟ - لم تكن هذه الفكرة مطروحة أبداً. طالما قلنا إنّه برج يزيد ارتفاعه على الألف متر، إلا أنّ بعض وسائل الإعلام أخذت تتداول تلك التسمية، ولكننا لم نفكّر يوماً بهذا الرقم. * السعودية بلد شاسع المساحة، ما يتيح التوسّع الأفقي، إذاً لمَ اخترتم أن تبنوا عمودياً؟ - صحيح أنّ السعودية بلد كبير، ولكنّ المدن الرئيسة قليلة. لدينا الرياض وجدّة، والدمّام والخبر. وبالإمكان البناء أفقياً طبعاً ولكنّ المباني المرتفعة تشكّل معالم مميّزة ومصادر جذب للناس والشركات والمؤسسات. * لقد وقّعتم عقداً مع أحد المقاولين مؤخّراً، أليس كذلك؟ - بداية دعَونا عشر شركات لتقديم مناقصات خاصة بالمشروع، وفي مرحلة ثانية قلّصنا العدد إلى شركة واحدة هي «مجموعة بن لادن»، وبدأت الأعمال في الأول من يناير 2012. لا بدّ أيضاً من أن تعلم بأنّ المقاول أصبح كذلك شريكاً لنا في هذا المشروع. * هل وقّعتم عقداً بمبلغ إجمالي؟ - بالتأكيد. في مشروعات من هذا النوع أعتمد دائماً المبالغ المقطوعة. المبلغ المتّفق عليه هو 4.6مليار ريال. * ولكنّ السماح للمقاول بأن يكون شريكاً يعني أنّه لا يمكنكم أن تضمّنوا العقد شروطاً جزائية تتعلّق بالتأخير؟ - في الواقع علاقتنا مع «بن لادن» هي مع وحدتين منفصلتين. المقاول هو «مجموعة بن لادن للمقاولات»، أما المستثمر فذراع أخرى من «مجموعة بن لادن». نحن بالطبع لا نتوقّع أي تأخير، ولكن إن حصل تأخير سيكون علينا أن ننفّذ ما ينصّ عليه العقد، وأنا مستعدّ لفعل ذلك حتّى لو كان ابني هو من يبني المشروع . * لديكم شريكان آخران هما شركة «أبرار العالمية القابضة»، والسيد عبدالرحمن شربتلي. كيف وقع الاختيار عليهما؟ - قبل كلّ شيء، الأرض ملكٌ لهما منذ عقود. لقد قرّرنا أن نبني مشروعنا هناك أولاً لأنّ المكان على مقربة من قلب المدينة وأيضاً لأنّ سعر الأرض جيّد نسبياً، إذ من المهمّ بالنسبة إلينا أن يكون معدل العائد الداخلي للمشروع مرتفعاً. عرضنا المشروع ودراسة الجدوى عليهما فقبلا الدخول في شراكة معنا. * متى تتوقّعون أن تبدأوا بحصد عائدات استثماركم؟ - يمتدّ معدل العائد الداخلي للمشروع على عشر سنوات، ولكنّ المدّة ستطول بالتأكيد نظراً لأنّه ثمّة أقساط سنوية بالإضافة إلى إيرادات متكرّرة. ولكن فيما يتعلّق بالسنوات العشر المقبلة، نتوقّع نسبة حوالى من 25 إلى %30عن المشروع برمّته. * هل صحيح أنّ كلفة بناء هذا البرج أقلّ بمبلغ 270 مليون دولار من كلفة بناء «برج خليفة»، مع أنّه سيكون أطول بحوالي %20؟ - نعم، معدّل تكلفة المتر المربّع أرخص منه في « برج خليفة «. لماذا؟ لأنّ منحنى التعلّم تمّ في إمارة دبي المجاورة للسعودية. وهذا أمر مهمّ لأنّه ليس بالإمكان تطبيق قواعد برج شُيّد في آسيا مثلاً. كذلك فإنّ شركة «إعمار»، التي بنت برج خليفة، عملت معنا بصفة استشارية. كما أنّ واحداً من مصمّمَي «برج خليفة»، وهو «غوردون جيل» Gordon Gill، هو مصمّم هذا البرج. إذاً فقد استفدنا من خبرتهم في دبي، حيث اعتمدنا كلّ الإيجابيات التي لديهم وأعدنا النظر في سلبيّات مشروعهم وبذلنا كلّ ما في وسعنا لنتفاداها. * بالحديث عن المهندسَين المعماريَين «أدريان سميث» Adrian Smith و»غوردون جيل» من شيكاغو، هل يعود اختياركم تصميمهما إلى كونهما عملا على مشروع «برج خليفة»؟ - هذا الأمر لعب دوراً، إلا أنّ السبب الأساسي لوقوع الاختيار عليهما هو أنّ تصميمهما يتمتّع بقابلية عالية للتنفيذ، أي أنّ تنفيذه أقلّ كلفة، كما أنه جميل، وكذلك بالنظر إلى خبرتهما ومهارتهما. لاحظ الترتيب، إذ كان ثمّة تصاميم فائقة الجمال إلا أنّ تكلفة بنائها أعلى بحوالى %50، أي أنّ معدل عائدها الداخلي أقلّ. * لا بدّ من الإشارة إلى أنّ برج خليفة ما زال يواجه صعوبة في إيجاد مستأجرين، كيف سيعالج «برج المملكة» مسألة الإشغال على نحو مختلف؟ - أولاً، فلنكن واضحين، من منظور استثماري «برج خليفة» بيع بالكامل، وحصل المطوّرون على أموالهم. إذاً المالكون الجدد هم من لم يتمكّنوا من إيجاد مستأجرين. كما أنّ أعمال الفندق هناك على أحسن ما يرام. إذاً المشكلة هي أنّ دبي تعرّضت لأزمة فائض خاصة بها، تضاف إليها الأزمة التي أصابت القطاعات المصرفية العالمية في العام 2008، كما يضاف إليها أيضاً مُضاعِف جديد للأزمة الاقتصادية التي تواجهها دول عديدة حول العالم كاليونان وإيطاليا وغيرها. كلّ تلك العوامل ألقت بثقلها على كاهل السوق العقارية في دبي. إذاً نعم، نحن ندرك مشكلاتهم ، ولكنّ وضعنا مختلف، فجدّة تفتقر أساساً إلى العرض، وبالتالي لا خطر الآن من حصول فائض. ما نتوقّعه هو أن يلقى المشروع طلباً كبيرا من داخل السعودية، وعلى الصعيد الدولي. وفي النهاية، مع احترامي لدبي وأبو ظبي وقطر والبحرين والكويت، إلا أنها جميعاً دول بمستوى مدن تراوح أعداد سكانها ما بين مليون وثلاثة ملايين نسمة. أما السعودية فهي أشبه بحوتٍ ضخم وتضمّ عشرين مليون نسمة، بالإضافة إلى سبعة ملايين مغترب، أي أنّ مجموع مغتربينا يفوق عدد سكّان بقية منطقة الخليج. السعودية هي مركز القوة والثقل والعمق والمعرفة الاقتصادية، لذا فإنّه لا مجال لمقارنتنا بدبيّ. * ما الأبعاد السياسية الكامنة وراء بناء برج كهذا في السعودية؟ - أولاً وقبل كلّ شيء، نحن ننفّذ هذا المشروع لأنّ معدّل عائده الداخلي ممتاز، فنحن رجال أعمال في النهاية. ولكن على الصعيد المحلّي، مشروع كهذا في السعودية، في الوسط التجاري لثاني أكبر مدينة في البلاد، يقوده إلى جانب فرد من أفراد العائلة المالكة، ثلاثة أفراد من المجتمع المحلّي لجدّة، هو بكلّ تأكيد مشروع وطني. أما على الصعيد العالمي، فهو يؤمن للسعودية حضوراً بارزاً وجريئاً على الساحة الدولية. * المعروف عنكم خبرتكم منذ سنوات في مجال القنوات التلفزيونية الترفيهية من خلال مجموعة روتانا، السؤال هنا هو عن السبب الذي حداكم إلى الانخراط في سوق وسائل الإعلام الإخبارية من خلال قناة «العرب» التي ستطلقونها قريباً؟ - تضمّ مجموعة روتانا 11 قناة تلفزيونية تتوزع ما بين قنوات روتانا ومحطة إل بي سي LBC وثلاث قنوات «فوكس»، كما أنها تضمّ وكالة إعلانات خاصة بها اسمها RMS، وشركة إنتاج موسيقي، بالإضافة إلى سلسلة مقاهي روتانا ومجلة روتانا، مع أنّ تلك الأخيرة عبارة عن شركات فرعية. ومن جهة ثانية، أنا أملك قناة دينية تقدمية ومعتدلة في توجهاتها هي قناة «الرسالة»، كما أنّي ثاني أكبر مساهم في شركة «نيوز كورب» News Corp، بالإضافة إلى ذلك تملك شركة المملكة القابضة حصة تبلغ 29.9% في « المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق « SRMG، وهي أكبر مجموعة نشر في الشرق الأوسط. إذاً بالنظر إلى كلّ شركات الإعلام هذه، هدفنا هو إطلاق طرح عام أولي (IPO) في النهاية، وعندما أجرينا دراساتنا تبيّن لنا أنّ ثمّة مكانا شاغرا يتّسع لقناة إخبارية في هذا الكيان الإعلامي. * من هم أبرز منافسي «العرب»؟ - لدينا في الشرق الأوسط أربع قنوات إخبارية رئيسية، اثنتان منها محلّيّتان هما الجزيرة والعربية ، واثنتان أجنبيّتان – البي بي سي BBC والحرّة، في حين أنّ بقية القنوات ضعيفة ونسب مشاهدتها متدنّية. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ قناتي البي بي سي والحرّة لم تُحدِثا تأثيراً كبيراً بالنسبة للمشاهدة، أمّا العربية فتمثّل قوة لا يستهان بها، إلا أنّها جاءت كنتيجة لوجود قناة الجزيرة، وبالتالي فإنّ الجزيرة هي الشركة الأقوى. فإنّنا أمام كيانين منحازين، فيما الوسط شاغر. العالم العربي بحاجة إلى رؤية أكثر وسطية وواقعية وتوازناً، وبكلفة أقلّ لأنّنا في شركة المملكة القابضة لا نبذّر المال على الإطلاق مع أننا نقوم بمشروعات كثيرة وكبيرة. لذا فإننا نعِدّ منتجاً بكلفة مدروسة بحيث يبلغ نقطة التعادل في خلال خمس سنوات. * من هم المستثمرون في هذا المشروع؟ - حتّى الآن أنا أتولّى الاستثمار في قناة «العرب» بمفردي. فهذا الاستثمار مدروس للغاية وينطوي على مخاطر، لذا فإني لن أدعو المستثمرين لمشاركتي الآن. سأقدم على هذا الاستثمار بمفردي، وعندما أثبّت أنّ المخاطر قابلة وتبلغ نسبة مقبولة، عندئذ يُحتمل أن أدعو الآخرين للانضمام إليّ. وفي هذا الإطار، فإنّ محطة بلومبيرغ التي ستدعم قناة العرب لها الخيار في أن تتملّك مستقبلاً حصة بنسبة تراوح ما بين 5 و10 %. * هل حدّدتم سقفاً للمبلغ الذي ستنفقونه على هذا المشروع؟ - سؤال جيّد. الجواب هو لا، لم أحدّد المبلغ ولكنّني وضعت حدّاً أقصى له. لا أستطيع أن أفصح عن الرقم، ولكنّي أقول لك إني لا أريد أن أرصد مبلغاً لا حدود له، لذا فستتمّ محاسبة المسؤولين إذا ما تخطّينا الرقم المحدّد. * أيَّ شريحة من المشاهدين تتوقعون أن تجذب قناةُ «العرب»؟ - أعتقد أنّ من سيشاهدون القناة هم الأشخاص الذين سئموا من وجهتي النظر المنحازتين المعروضتين حالياً. وبالتالي فهؤلاء سيكونون الأشخاص الذي يفضّلون أن يحظوا بخيار ثالث. * علامَ سيتركّز اهتمام قناة العرب بشكل خاص؟ - صحيحٌ أنّه ثمّة شراكة بيننا وبين شبكة « بلومبيرغ «، إلا أننا لم نرغب في أن نعطي انطباعاً عن أننا محطّة متخصّصة بأخبار الأعمال والأخبار الاقتصادية فقط ؛ فقناة العرب ستكون قناة سياسية بكلّ معنى الكلمة بحيث تغطّي كلّ ما يحصل في مختلف أنحاء العالم وفي الشرق الأوسط، كما أنها ستتطرّق لموضوعات أخرى من رياضة وأعمال. الجدير بالذكر أننا سنستعمل مكاتب «بلومبيرغ»، وهي بالمئات حول العالم، الأمر الذي يعيدنا إلى ما ذكرته سابقاً عن المردودية، حيث إننا سنستفيد من شبكة تغطّي العالم بأسره، وبهذا لن نحتاج إلى مكاتب خاصة بنا سوى في المناطق الأساسية. * ما مدى ارتباط استثماركم في نيوز كورب News Corp بسعيكم إلى خوض هذه التجربة؟ - هاتان المسألتان منفصلتان تماماً، والواقع أنّه ستنشأ بيننا منافسة نظراً إلى أنّهم يعدّون للدخول في شراكة مع إحدى المؤسسات في أبو ظبي بهدف إطلاق محطّة ناطقة باللغة العربية. وبالمناسبة، فإننا من خلال حصتنا في «نيوز كورب» التي تملك حصّة مسيطرة في قناة «سكاي نيوز» Sky News التي ستدخل في شراكة مع القناة الإخبارية الجديدة التي سيكون مقرّها الرئيس في أبو ظبي، سيكون لنا حصّة غير مباشرة في هذا المشروع الجديد! * ما الدروس التي اكتسبتموها من خلال خبرتكم مع «نيوز كورب» وستطبّقونها على القناة الجديدة؟ - علاقتي مع «نيوز كورب» علاقة استثمارية بحتة، وبالتالي ليست لي أي علاقة في سير العمليات في قناة العرب. * آراؤكم لا تخفى على أحد. هل هذا هو السبب الرئيس وراء تعيينكم جمال خاشقجي مديراً لهذه القناة الإخبارية؟ - جمال إنسان مثقّف وواسع المعرفة، وهو سعودي ووطني، كما أن لدينا الكثير من القواسم المشتركة من حيث طريقة التفكير. وهو أمر طبيعي لأنّني لا يمكن أن أختار شخصاً لا أتفق معه لأسلّمه إدارة قناة بهذه الأهمية. ولكن على الرغم من ذلك، لا يمكن لشخصين أن يتّفقا على كلّ شيء، إذاً يبقى ثمّة فوارق واختلافات بيني وبين جمال. هذا أمرٌ إيجابي ولا بأس به، وأنا دائماً أقول إنّ الفكرة الأفضل يجب أن تفوز في نهاية المطاف. * ما الذي تأملون تحقيقه مع قناة العرب؟ وأين ترجون أن تكونوا بعد عشر سنوات من الآن؟ - هدفي أن أصل إلى الشرق الأوسط برمّته، بالإضافة إلى الناطقين باللغة العربية في مختلف أصقاع الأرض، وأوصل إليهم الصوت الحقيقي للعالم العربي. العالم العربي لم يعد بإمكانه أن يبقى على حاله. ثمّة تغيّرات كبرى تحصل، وهي تحصل بسرعة. أولئك الذين لا يستطيعون أن يتغيّروا بالسرعة اللازمة، سيتمّ تغييرهم، وأولئك الذين يدركون الواقع يتغيّرون بسرعة. أعتقد أننا سنكون الصوت الصحيح للعالم العربي الجديد الذي هو الآن في طور الولادة. * يبدو لي أنّ قناة العرب ناتجة إلى حدّ كبير عن الربيع العربي. أتعتبرون تقييمي هذا عادلاً؟ - لا، هذا تقييم مبالغ فيه. الفكرة تراودني منذ العام 2010، قبل فترة طويلة من انطلاق شرارة الربيع العربي. كنت أدرك أنّ العالم العربي بحاجة إلى أن يتغيّر، إلا أنّي لم أتوقّع حصول الثورات بهذا الشكل، بل على العكس تماماً. ولكنني كنت أعتبر أنّ الأمور يجب أن تتغيّر. * ولكن حتّى توصلوا صوتكم إلى رقعة جغرافية أوسع من المشاهدين سيكون عليكم أن تطلقوا قنوات ناطقة بلغات أخرى كالإنجليزية، ألن تقوموا بذلك؟ - لا. هدفنا ومهمّتنا واضحان للغاية: نحن قناة عربية موجّهة للعالم الناطق باللغة العربية. أنا ضدّ فكرة إطلاق قناة باللغة الإنجليزية، أقلّه في المستقبل المنظور. * ما هو تاريخ إطلاق قناة العرب؟ - نحن نعمل على أن يكون 12/12/12، ولكننا لسنا متمسّكين كثيراً بهذا التاريخ. مع أنّه رقم جميل، أليس كذلك؟ تماماً مثل رقم 1000متر!