تصاعدت المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) في ولاية النيل الأزرق الحدودية، وأقر الجيش السوداني بفقدانه منطقة «مفو» في الولاية بعد أيام من إعلانه السيطرة عليها، متهما قوات من جيش جنوب السودان ومرتزقة «بيض» بالمشاركة في القتال إلى جانب الحركة الشعبية. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد، إن الجيش صد هجوماً نفذته مجموعة مكونة من قوات الجيش الشعبي التابعة لدولة جنوب السودان وعناصر من متمردي قطاع الشمال مدعومين بعناصر يُرجح أنها أجنبية (مرتزقة بيض) تقود الدبابات، موضحاً، في بيانٍ للجيش، أن هذه العناصر الأجنبية ترتدي سترات واقية من الرصاص. وذكر بيان القوات المسلحة أن الجيش كبَّد المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح، مبيناً أنه أخلى «مفو» ويجري استعداداته الآن لاستعادتها في أسرع وقت ممكن. وبيَّن الجيش السوداني أن القوات التي تُقدَر بثلاث كتائب هاجمت منطقة «مفو» من ثلاثة محاور، وأضاف في بيانه أن «قواتنا قاتلت لثلاث ساعات متواصلة كما صدت الهجوم ثلاث مرات متوالية، إلا أن الأعداد الكبيرة للقوات المهاجمة ونقص الذخيرة أديا لانسحاب قواتنا للخلف». وشددت القوات المسلحة على أنه لا صحة للزعم بأن القتال يدور على مشارف منطقة الكرمك أو أن أياً من المتمردين والقوات التي تساندهم اقترب منها، مؤكدةً حرصها على طرد القوات المعتدية من منطقة مفو ثانيةً. في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي (قطاع الشمال)، أرنو لودي، أن قواتهم صدت هجوم الجيش السوداني على منطقة «مفو» والمناطق الواقعة جنوب غرب النيل الأزرق – وهي المنطقة التي تسيطر عليها قوات الحركة – ووصفها بأنها أكثر المناطق كثافة بالنازحين في الولاية. وأشار إلى أن القتال يدور حاليا على مشارف الكرمك بعد ملاحقتهم لقوات الجيش السوداني لمسافة 21 كلم. وأفاد بمواصلة الطيران الحربي السوداني قصفه للمنطقة الجنوبية في الولاية، وذكر أن ذلك تسبب في نزوح مزيد من النازحين وتشريدهم إلى خارج السودان. واتهم أرنو الجيش السوداني بنشر «مليشيات الجنجويد» التي حضرت من دارفور للدفاع عن الكرمك، حسب قوله. ويُنتَظَر أن تستمر العمليات في النيل الأزرق وجنوب كردفان قبل بدء المفاوضات التي دعت لها الوساطة الإفريقية في 15 مارس المقبل، والتي يُفترَض أن تناقش وقف إطلاق النار والحل السلمي للنزاع.