تفاقمت الأوضاع الأمنية في ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود مع دولتَي جنوب السودان وإثيوبيا، واعترف الجيش السوداني بخسارة منطقة مفو بعد أيام من إعلانه السيطرة عليها، متهماً قوات من جيش الجنوب ومرتزقة من «البيض» بالمشاركة في القتال إلى جانب متمردي «الحركة الشعبية - الشمال». وقال الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد، في بيان، إن الجيش أخلى منطقة مفو في ولاية النيل الأزرق بعدما كبّد القوات المهاجمة المؤلفة من ثلاث كتائب والتابعة ل «الحركة الشعبية - الشمال» خسائر كبيرة. وأضاف أن القوات المهاجمة تألفت من جيش جنوب السودان وعناصر من متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» مدعومين بعناصر يُرجح أنها أجنبية تقود الدبابات. ووصف هؤلاء بأنهم «مرتزقة بيض»، موضحاً أن العناصر الأجنبية كانت ترتدي سترات واقية من الرصاص. وأكد أن الجيش كبّد المهاجمين خسائر في الأرواح، لكنه أوضح أن الجيش أخلى مفو ويجري استعداداته لاستعادتها بأسرع وقت ممكن. وكان الأمين العام ل «الحركة الشعبية - الشمال» ياسر عرمان أعلن نزوح حوالى ثمانية آلاف من سكان مفو - التي توجد فيها مناجم للذهب اكتُشفت حديثاً - إثر شن الجيش السوداني عمليات قصف جوي على المنطقة قبل هجوم للقوات الحكومية. كما أعلن الناطق باسم متمردي الشمال إرنو لودي أن قواتهم صدت هجوم الجيش السوداني على منطقة مفو والمناطق الواقعة جنوب غربي النيل الأزرق - وهي المنطقة التي تسيطر عليها قوات الحركة - ووصفها بأنها أكثر المناطق كثافة بالنازحين في الولاية. وأشار إلى أن القتال يدور حالياً على مشارف الكرمك بعد ملاحقتهم قوات الجيش السوداني 21 كيلومتراً. وأفاد بمواصلة الطيران الحربي السوداني قصفه المنطقة الجنوبية في الولاية، مشيراً إلى أن ذلك تسبب في نزوح المزيد من النازحين وتشريدهم إلى خارج السودان. واتهم إرنو الجيش السوداني بنشر «ميليشيات الجنجويد» التي أُحضرت من دارفور للدفاع عن الكرمك وقال إنها مؤلفة من قوات أجنبية. ودعت الوساطة الأفريقية الحكومة ومتمردي الشمال إلى محادثات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في منتصف آذار (مارس) المقبل لمناقشة وقف النار والتوصل إلى حل سلمي للأزمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. إلى ذلك، أكملت القوات البحرية السودانية والقوات البحرية السعودية تمريناً بحرياً مشتركاً في الساحل السوداني في إطار التعاون المشترك لتأمين البحر الأحمر وحدود الدولتين، كما تجرى تمارين للمشاة والقوات الخاصة المشتركة بين البلدين. وبدأت قوات البحرية السودانية منذ الأحد الماضي تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة مع القوات البحرية الملكية السعودية في أول عروض مشتركة تنفذها البحرية السودانية مع نظيراتها من دول الجوار، تستهدف تعزيز الأمن في البحر الأحمر وتستمر لمدة ستة أيام، وذلك ضمن زيارة بارجتين سعوديتين لميناء بورتسودان. واستقبل حاكم ولاية البحر الأحمر في شرق السودان محمد طاهر إيلا قائد أركان القوات البحرية السودانية الفريق الركن بحري دليل الضو واللواء الركن بحري إبراهيم الدليمان قائد الأسطول الغربي السعودي. ودرس اللقاء علاقات التعاون لتأمين البحر الأحمر وحدود البلدين. وأكد الدليمان نجاح المرحلة الأولى من التأمين المشترك «الفلك 1»، موضحاً أن المرحلة الثانية تشمل تمرين المشاة والقوات الخاصة، مبيناً أن هذا العمل يحظى باهتمام كبير من قيادة البلدين. أما قائد أركان القوات البحرية السودانية فقال إن التمرين المشترك يهدف إلى تبادل الخبرات لتأمين البحر الأحمر ومكافحة التهريب في أشكاله المختلفة. وكان الجيش السوداني قال إنه استقبل سفينتين سعوديتين وقوات خاصة ومشاة بحرية من السعودية في إطار تدريب مشترك بين الدولتين، وأوضح أن «التمرين المختلط» بالبحر الأحمر يهدف إلى مكافحة التهريب بمختلف أنواعه.