يا آخرَ الشعر لا تأتِ المدى دوني فإنه كاد أن يجتازني طيني قد جئتُ بالريبِ والأصواتُ مغمدةٌ ليولدَ النورُ من أجداثِ عرجوني ماضٍ إلى سدرة الأشياء منفرداً وحيلتي السلّمُ الليليّ يُدنيني أخطُّ صوتيَ من إكسير قافيتي وأستعينُ بركنٍ غير مسكونِ وأبعثُ الصيحةَ الفصحى علانيةً مِن منطقِ الطير حتى طورِ سينينِ شهرٌ من الريح مرّ الآن يا لغتي ونكهةُ القارِب المزعوم تغريني تظنني تبتُ من عنقودِ أسئلتي وأنني ظَلْتُ في المحرابِ أتلوني يا ليتَها – حينما التفاحُ راودَني - أتتْ لتشهدَ طمسي ثم تكويني ولِدتُ كاللوحةِ الخرساءِ مختزلاً كل البداياتِ في تعويذةِ الطينِ ثم اشتعلتُ على أنقاضِ بوصَلتي ميمماً صوبَ أنوائي وتخميني آنستُ في غمرة الصلصالِ ذاكرةً كأنها الليلُ في سيماء مجنونِ تخطّفَتني وعينُ الأفْق نائمةٌ ومنتهى العالمِ المسحور يحدوني فرحت أبحثُ عن إيقاعِ بسملتي وعن كناياتي الأولى لتنجيني مجرّداً من وشاح الأمس معتمداً على رؤايَ وحراً من موازيني أرقَى المجازاتِ والإيحاءُ يحملني لأقطفَ الشك من بستانِ مكنوني وأمّحي من كتابِ الأرض رغم دمي ورغم أنفاسيَ اللاتي ستبكيني على شفا الغيب أقضي عمرَ منسأةٍ أجرّب الموتَ والميعاد يثنيني وأثْقبُ الحيّز الأرضيَّ ثم أرى حمامةَ الروحِ في الفردوس تدعوني سأخرجُ الآن يا قاموسُ من عدمي فلم تعد هذه الأضغاث تكفيني مسافرٌ نحو ما أخشاه علّ يداً من النهايةِ فوقَ الوقتِ تذروني