استثارت موضة الرشاقة والقوام الممشوق حفيظتي الناقمة على جسدي العائم على الأرض.. فقررت أن أشد ترهلاته المتدلية فوق بعضها، وأخفف من بروزاته المتمددة خلفي وأمامي، فذهبت برفقة صديقاتي واشتركنا في نادٍ «نصبي».. أقصد صحياً، وعدنا بالتخلص من التراكمات الشحمية والحمية وصقل أجسادنا السمينة. لقد كشفوا علينا عبر أجهزة وأدوات ليزرية وأخرى لها ذبذبات كهربائية، أقنعتنا بوهم النتيجة الحتمية والوصول إلى قوام «المرأة العصرية» في مدة قياسية بمساعدة الكابتن وبعض البرامج الغذائية. ولا أخفيكم.. وهل يخفى عنكم شيء؟! لقد رغبنا جميعا بالوصول السريع إلى غاياتنا بأقل جهد وأقصر وقت مهما كانت التكاليف. وبعد ستة أشهر من القفز والتنطيط على أنغام «الزومبا» وغيرها من الكذب والتخاريف خرجنا ببعض العاهات والأمراض التي لها في الطب ألف مسمى وتصنيف، وأدركنا أن أجسامنا تحتاج جهداً وصبراً وعملاً طويلاً لنصل إلى قوام صحي وسليم. الزبدة أن الوصول إلى الغاية يحتاج عزيمة وصبرا وعملا طويلا.