أحال الخوف من مسلسل الأخطاء الطبية المتكررة في المستشفيات كثيراً من السيدات الحوامل للولادة في منازلهنّ بدلاً من المستشفيات الحكومية أو الخاصة، معبرات عن فقدانهن الثقة في الخدمات الطبية المقدمة لهن لكثرة ما حدث من أخطاء كانت في أغلب الأحيان مميتة، والضحية الأم أو مولودها. ولادة في المنزل تحدثت عائشة الشمري عن ولادتها في منزلها قبل أكثر من عدة أشهر، حيث قالت: لقد فقدت الثقة في الأطباء والممرضين والممرضات والمستشفيات الحكومية والخاصة، وخوفاً من حدوث خطأ طبي في ولادتي، قرّرت أن أنجب في منزلي في حال عدم حدوث مضاعفات لي أثناء الولادة، وبرغم الرفض المقابل لقراري من زوجي وأهلي إلا أنني عزمت على ذلك، وبالفعل تمت ولادتي طبيعياً في المنزل، مضيفة أن هذا هو حال أمهاتنا وجداتنا، فلم تكن هناك مستشفيات في الماضي، ومع ذلك حملن وأنجبن بلا خدمات طبية، ولكن اليوم السيدة تذهب للمستشفى بكامل صحتها وفجأة تصبح في غيبوبة تامة إن لم تكن فقدت حياتها، والعذر والتبرير خطأ طبي. وأرجعت ذلك إلى تعيين أطباء وفنيين وممرضين يحملون شهادات مزوّرة، أو قليلي خبرة، وكذلك عدم وجود نظام صارم يكشف الخطأ ويعاقب عليه بشدة. الشك في المواليد تقول أم عبدالله «أصبحت الشكوك تغزو كل بيت خاصة بعد ظهور الأخطاء الطبية في المواليد باستبدالهم عن طريق الخطأ وغيره، فأنا وكل سيدة أنجبت طفلاً في المستشفى بدأ الوسواس يغزونا حول المولود، وهل تم استبداله؟ ناهيك عن المواليد الذين يتم استبدالهم خطأ، وهناك فرق واضح بينهم وبين عائلاتهم، فالأمر أدهى وأمرّ، وما ثبت من أخطاء طبية وشاهدناه في الآونة الأخيرة لاشك أنه زرع الشك والوسواس في قلوب الأمهات والآباء». وناشدت أم عبدالله المسؤولين في وزارة الصحة أن يولوا هذه القضية اهتماماً وتشديد الرقابة لخطورتها على المجتمع عامة. ويشير مراقبون إلى أن الأخطاء الطبية التي تشهدها المستشفيات السعودية أكبر بكثير من الإحصاءات الرسمية المنشورة، لأن كثيراً من الحالات التي يقع فيها خطأ طبي لا تسجل نتيجة عدم شكوى المتضررين. ويرى الدكتور عصام شلبي استشاري باطنة في مستشفى الملك خالد في حائل، أن المشكلة تكمن في غياب الرقابة وعدم دقة رصد الأخطاء الطبية التي تقع، ويقول إن «الجزء الأكبر من المشكلة يعود إلى أن أخطاء كثيرة تقع ولا ترصد، بسبب قصور في الرقابة على الأطباء»، ويتابع أن أغلب الأطباء لا يكتبون متى دخل المريض بالتحديد ولا المرض الذي يعاني منه، أو الخطوات التي أجريت له، ولا يصححون حتى أخطاء الكتابة. ورأى شلبي أن لجوء بعض السيدات للولادة في منازلهنّ ما هو إلا ردة فعل وانعكاس لما يشعرن به من خوف ناجم عن كثرة الأخطاء الطبية التي يقرأن عنها أو يسمعن بها من قريباتهن أو جاراتهن أو زميلاتهن في العمل. حقوق المرضى في المرافق الصحية (جرافيك الشرق) – المصدر: وزارة الصحة