شكت معلمات في القطاع الأهلي من تأخر تطبيق الأوامر الملكية بترفيع رواتبهن، وعدم المساواة مع معلمات القطاع الحكومي، لافتات إلى تخلي القطاع الأهلي عن حقوقهن ورعايتهن. وصرح مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم ل”الشرق” بأن الوزارة تسعى لمخاطبة الجهات المعنية بتنفيذ الأمر الملكي القاضي برفع الحد الأدني لرواتب معلمات القطاع الأهلي إلى خمسة آلاف ريال، مشيراً إلى أن الوزارة ليست مسؤولة عن رفع الرواتب، إنما المسؤول عن ذلك هو صندوق الموارد البشريّة. فيما علمت “الشرق” من مصادرها أن الوزارة وجهت خطابات لجميع إداراتها في جميع مناطق المملكة لاستقبال معلمات القطاع الأهلي في مقر الإدارات؛ لأخذ بياناتهن تمهيداً لرفعها لصندوق الموارد البشرية تمهيداً لتنفيذ الأمر الملكي. إلى ذلك ذكر رئيس لجنة الموارد البشرية بالغرفة التجارية الصناعية في جدة الدكتور سمير محمد حسين ل”الشرق” أن تنفيذ الأمر الملكي القاضي بزيادة رواتب معلمات المدارس الأهلية بحد أدنى خمسة آلاف ريال يحتاج لوقت حتى يدخل حيز التنفيذ، وأضاف أن تطبيق قرار كهذا يحتاج لوضع آليات وشروط لعملية صرف الزيادة من الصندوق. واستفسرت “الشرق” مدير الإدارة العامة للتربية والتعليم في جدة عبدالله الثقفي عن ترفيع رواتب معلمات المدارس الأهلية، فطلب معاودة الاتصال بعد خمس دقائق، لكنه لم يرد مرة أخرى. وقد اشتكى عدد من المعلمات في القطاع الأهلي من تأخر تطبيق المدارس للأوامر الملكية بحقهن، وذكرن أن ما حدث لمعلمات براعم الوطن يمثل مؤشراً حول تخلي القطاع الأهلي عن حقوقهن ورعايتهن. وقالت المعلمة آلاء إنها تعمل في مدرسة عالمية في جدة، وتعاني من ضعف الراتب الذي يبلغ ألفين و400 ريال، نصفه للسائق ونصفه لفاتورة الجوال وجزء قليل من الاحتياجات، كما أنها تسهم مع أخيها في إيجار المنزل الذي تسكنه. وأشارت آلاء إلى أن زميلاتها في المدارس الحكومية يتميزن بمميزات كثيرة، منها الزيادة السنوية والرواتب خلال الإجازات والراتب التقاعدي، وقالت “إنّ ما حدث مع معلمات براعم الوطن المصابات جعلني أعيد حساباتي بعد إهمال الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة لحالتهن المادية والصحية وانقطاع رواتب بعضهن بعد الحريق والإصابة”. وقالت إحدى المعلمات من مدرسة براعم الوطن، التي شهدت الحريق قبل شهر ونصف الشهر “بعد الحريق تم تغيير دوامنا إلى مسائي، وقد اعترض أولياء الأمور كثيراً وهددوا بنقل بناتهم مع بداية الفصل الثاني، ونحن الآن ننتظر رحمة أولياء الأمور، فقد هددنا وكيل صاحبة المدرسة عبدالله الصالح بأنه سيستغني عن عدد كبير من المعلمات إذا سحب أولياء الأمور بناتهم مع بداية السنة، وهذا يهدد مستقبلنا، ووقتها سنفقد وظائفنا ونجلس في بيوتنا” وطالبت وسائل الإعلام بالاهتمام بقضيتهن. وتقول معلمة أخرى من مدرسة براعم الوطن مصابة بكسور في رجليها “التعليم الأهلي ليس فيه أمان وظيفي، فأنا مثلاً إصابتي كانت أثناء الدوام، ولكن ماذا فعلت لي إدارة المدرسة؟ لقد أوقفوا راتبي الذي أعتمد عليه في هذه الظروف الحرجة، فأنا بحاجة للعلاج، لم يتكفلوا بعلاجي، وإدارة المستشفى الذي كنت فيه طلبت خروجي، لم تنصفنا المدرسة ولم تنصفنا الإدارة، وأبسط حقوقنا أن يتم تعييننا على ديوان الخدمة في المدارس الحكومية”. وقالت المعلمة المصابة “لقد بعثنا ببرقية لوالدنا وأبينا الملك عبدالله، ونسخة أخرى لمدير إدارة التربية والتعليم بجدة الذي استقبلنا ووعدنا بتوصيل صوتنا ومطالبنا للوزارة والملك”. وجاء في برقية معلمات براعم الوطن “والدنا الملك عبدالله نرفع لمقامكم الكريم كل الشكر والتقدير لما قدمته لأخواتنا المعلمات المتوفيات من معلمات براعم الوطن، وهذا ليس بغريب عليكم يا ملك الإنسانية، وهذا شجعنا على أن نتقدم لمقامكم الكريم بالآتي: نفيد مقامكم الكريم أننا معلمات مدرسة براعم الوطن بمحافظة جدة التي نشبت فيها كارثة الحريق التي روعت البعيد قبل القريب في (23 ذي الحجة 1432ه) وخلفت ما خلفت من وفيات وإصابات متعددة وآثار نفسية ما زلنا نعيش نتائجها. وبعد أسبوع من نشوب الحريق تم نقلنا إلى المدرسة الابتدائية (91) للبنات دواماً مسائياً من الثانية عشرة والربع ظهراً إلى الخامسة والربع مساءً، وقد باشرت جميع المعلمات ما عدا المصابات منهن، وذلك للقيام بواجبنا كمعلمات تجاه بنات وطننا، مع العلم يا مولانا بأن رواتبنا الشهرية التي تدفع لنا هي (ألفان و200 ريال) بعد خصم مبلغ التأمينات الاجتماعية، وكلنا صاحبات مؤهلات جامعية في جميع التخصصات الدراسية. وقد ينتج عن ذلك إقفال المدرسة للفصل الدراسي الثاني، بسبب سحب أولياء الأمور لبناتهم، ومنا مَنْ تعول بيتها وتعيش على راتبها الشهري. نأمل من أبوتكم الحنونة أن تكون لنا الأولوية في التعيين خلال العام الحالي 1433ه ضمن (28 ألف) وظيفة تعليم التي أُعلن عنها. كما نلتمس من مقامكم الكريم النظر في وضع أخواتنا المعلمات المصابات مادياً ومعنوياً، من جراء حالتهن الصحية والنفسية والتكفل بعلاجهن. ولا ننسى أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة لوقوفه بنفسه شخصياً على الحريق فترة حدوثه ومتابعته حالات المعلمات المصابات والتعزية في زميلاتنا المتوفيات”.