عدل قضاة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية امس عن قرار بأن الادعاء لم يقدم أدلة كافية لاتهام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالابادة الجماعية. وسيكون على القضاة في الجلسة الاجرائية التي تسبق المحاكمة ان يقرروا ما اذا كانوا سيضيفون تهمة الابادة الجماعية الى صحيفة الاتهام الموجهة للبشير التي تتضمن بالفعل سبع تهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب منها القتل والتعذيب والاغتصاب. من ناحية اخرى اتفقت قوى تحالف المعارضة في اجتماعها مع رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الثلاثاء على عقد موتمر بمدينة جوبا يضم كل الأحزاب والحركات المسلحة بما فيها حملة السلاح وصولا لخارطة طريق لحل ازمة دارفور. وتوصل الاجتماع الذي انعقد في جوبا بحضور زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي والسكرتير العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد ورئيس حزب الامة الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل، الى تشكيل آلية مشتركة للتنسيق للانتخابات في كافة مستوياتها. وقال المسؤول السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر الذي شارك انابة عن الأمين العام للحزب حسب د. حسن الترابي ان قوى تحالف جوبا ترى ان الحكومة غير جادة في حل قضية دارفور ولا تحمل افقا لحسمها جديا. واكد ان قوى المعارضة اجمعت بموجب ذلك لأن تعمل هي على حل الازمة وان تعقد موتمراً يضم قيادات دارفور والحركات المسلحة ووسطاء مفاوضات السلام لوضع خارطة طريق لحل معضلة الاقليمية التي ما زالت مستمرة برغم قرب الانتخابات. وكشف كمال عمر عن تكوين لجنة للاتصال بحركات دارفور بما فيها الحركات التي تحمل السلاح للتنسيق معها وتجميع رؤاها من اجل حل مشكلة الاقليم كما كونت لجنة ثلاثية تضم فاروق ابوعيسي ومريم الصادق لصياغة برامج مشترك لتنفيذ ما اتفق عليه في مجمل قضايا الساحة السياسية. وطالب بيان صادر عن قوى تحالف جوبا الرئيس السوداني عمر البشير باصدار قرار عاجل بتجميد القوانيين المقيدة للحريات وتعديلها عبر البرلمان المنتخب لاحقا. كما دعا البيان الى ضرور حل قضية الانتخابات في جنوب كردفان. وكانت الحركة الشعبية في جنوب كردفان هددت بمقاطعة الانتخابات احتجاجا علي تقسيم الدوائر الجغرافية ونتائج التعداد السكاني. وانتقد البيان مفوضية الانتخابات مشيرا الى ماسماه اهمال شكاوي القوى السياسية وقال إن ذلك يدعو الى القلق ازاء حيدة وجدية انتخابات ابريل المقبل. من ناحية اخرى اكد وزير سوداني ان ما اعلن على لسان الرئيس الاميركي باراك اوباما لجهة تهديده بفرض عقوبات على السودان ليس دقيقا، مؤكدا ان "وسائل الاعلام التي نقلت الخبر لم تنقله بالشكل الصحيح". وقال وزير الثقافة السوداني امين حسن عمر، كبير مفاوضي الوفد الحكومي الى "مشاورات الدوحة لسلام دارفور" للصحافيين في العاصمة القطرية "استمعت الى حديث الرئيس الاميركي، واوباما لم يتحدث عن عقوبات ولكن تحدث عن ضغوطات لدفع التفاوض ولم يوجه اي تحذير لحكومة الخرطوم". واضاف "نحن لم نتوقع موقفا محايدا للولايات المتحدة، لكن نتعامل مع ما تطرحه من افكار كل مرة، فاذا كانت ايجابية نتعامل معها واذا كانت سلبية فهذا موقف اميركا الدائم ولا نتعامل معه".