أول من صَكّ كلمة (العقل الباطن) أو (اللاشعور) هو عالم النفس «سيجموند فرويد»، لكنني- وبحسب علمي البسيط – لا أتفق مع هذه النظرية، ولا أعتقد بوجود شيء اسمه (عقل باطن)، بل أرى أن العقل هو مَركز الدماغ، وليس له فرع آخر باطن.. وفي هذا المقال، لا أسعى لإقناعِ أحدٍ برأيي، إنما هي قناعتي برأيي الذي أؤمن به. ولتوضيح وجهة نظري، فإنه حينما نقول: إن هذا الفعل حَدَثَ في (اللاشعور) أي حدث دون تدخل العقل بحسب وجهة نظر فرويد، حيث يلغي (العقل والشعور) أثناء حدوث هذا النوع من الفعل، ثم يقر بأن عقلاً وشعوراً وراء ما حدث، يُسَميه (العقل الباطن) بينما الحدثان لا يتفقان- منطقياً- أن يَحْدُثا ولم يَحْدُثا في نفس الوقت، وهذا يعني أننا ننفي عمل العقل ونثبت فعله في آن. إذن، وجهة نظر فرويد، تقر بأننا نملك عقلين، أحدهما (باطن)، وهنا أسأل المتخصصين في علم النفس من مؤيدي هذه النظرية: أين يوجد هذا العقل الباطن، فإن قال أحدٌ يوجد في اللاشعور، فأقول كيف لا (شعور)، و (شعور) في الوقت نفسه بحسب إيماننا بوجود فعله؟، ثم أين يوجد اللاشعور؟، هل يوجد في (الدماغ)؟ أم في مكان آخر من الجسم؟، وأين هذا المكان، وهل هو عصبي أم غير عصبي؟ أحدث مؤيدي نظرية العقل الباطن، هو الدكتور «جن جس»، يقول: «هل تعلم أن قوة العقل الباطن (اللاواعي) لابنك تعادل قوة (15) مليون جهاز حاسوب.. ويقول: على الآباء أن يوجهوا أبناءهم لمدربي البرمجة اللغوية العصبية، فهم الوحيدون الذين يفهمون، ويستطيعون إيقاظ عقول أبنائكم الباطنة.. وفي نفس الوقت يقول: يصعب علينا أن نعرف أيّ نظريات فرويد صحيحة وأيها غير صحيحة!