تعد التجربة،هي الوسيلة الوحيدة للتأكد من صحة الفرضيات، وأفضل طريقة لاستيعاب معارف جديدة، وأهم خطوة من خطوات البحث العلمي. لو نظرنا إلى نتائج الكثير من الطلاب والطالبات لوجدناها ذات مستوى متدنٍ في المنهج العلمي، وهذا قد يعود لأسباب كثيرة مختلفة من طالب إلى آخر، لكنهم يتفقون على سببٍ مشترك، وهو إغفال التجربة والتطبيق العملي لهذه المعارف على أرض الواقع، فهذا أحد الأسباب المهمة وله التأثير الأكبر في مستوى إدراك الطالب للمفاهيم والنظريات في المناهج العلمية المقررة للطلاب. الكثير من المعارف تحتاج لإجراء التجارب وتطبيقها عملياً، ليتمكن الطلاب من استيعابها، لكن ما يواجه الطلبة هو واقع مؤسف يحرمهم من خوض التجربة، ويؤدي إلى تذبذب مستوياتهم، ويعسّر عليهم استيعاب هذه العلوم. اعتاد الطلاب على اعتذارات المعلمين وتبريراتهم المختلفة التي تتفق على معنى واحد “المختبر غير مجهّز”! فيردد الطلاب مَنْ المسؤول عن ذلك؟! والعتب على مَنْ؟! فيُجيب المعلمون بصريح العبارة “الوزارة”! وهنا مربط الفرس، لقد أُهدرت التجربة بسبب عدم توافر مختبر مجهّز ومكتمل وهذا له الأثر البالغ على مستوى الطلاب، لكن مَنْ المتسبب؟!عنّي، أقول لماذا تكلف الوزارة على نفسها مبالغ طائلة في طباعة كُتيب دليل التجارب العلمية وترفقه مع المناهج العلمية الحديثة طالما أنه لا يُستغل بشكل صحيح وفائدته معدومة لأن الطلاب لا يجرون التجارب؟، فهم ليسوا بحاجة له، بل إنه قد يمثل عبئاً عليهم بزيادة الوزن في حقائبهم. على الوزارة أن تستجيب لطلبات المدارس التي رفعتها بنواقص المختبرات، وأن تعيد تأهيل المختبرات الناقصة بهذه الأموال التي تنفقها في طباعة هذا الكتيب؟! عديم الجدوى في الواقع.