احتفلت شعوب عدد من دول العالم أمس الأول الخميس بما يسمى ب «يوم الحب»، وكان الورد الأحمر و «الدمى» و«القلوب الحمراء»، والزهور والشوكولاتة وارتداء الملابس الحمراء، اللغة المشتركة في مختلف الأعراق والقارات. كما انساق عديد من الشباب والفتيات في عالمنا لاسيما المهووسون بالحب وتقليد الغرب بالاحتفال بهذه المناسبة على الرغم من الرفض الشرعي والاجتماعي لهذه الظواهر الغريبة علينا، دون تفعيل لعقولهم والتفكير في أصل هذا اليوم وخلفياته التاريخية والدينية، وفيما وصف الدكتور صالح بن سعد اللحيدان، المحتفلين به بالشذوذ والدموية والجهل المعلوماتي،أرجعت المشرفة الاجتماعية في إحدى مدارس البنات الخاصة في الرياض الأستاذة ميمونة الدخيل، أسباب انسياق الفتيات والشباب وراء هذه التقليعات الغربية إلى افتقادهم للعاطفة وعدم تشجيع الأبوين لهم من الصغر على التعبير وإبداء المشاعر الحلال للأقارب والأهل والجيران، داعية الأمهات والآباء لقضاء وقت أكبر مع أبنائهم من الجنسين واحتوائهم حتى لا يتجهوا للتعبير الخطأ عنها وبأشكال محرمة. تقليد أعمى وأوضحت المشرفة التربوية في إدارة تعليم البنات في ينبع هناء فدا، أن تقليد الفتيات لما يشاهدونه من خلال المسلسلات التركية وغيرها ومشاهدتهن لمقاطع اليوتيوب ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي يعد انسلاخاً من الطالبات عن هويتهن الدينية، مشيرة إلى أن الغربيين يحترمون الأفكار التي جاء بها ديننا الحنيف، بينما عديد من المسلمين يكرهون دين الغربيين المخالف للإسلام، لكنهم يحبون عاداتهم وتقاليدهم، لحبهم للتقليد الأعمى. جهل معلوماتي وبيَّن المستشار القضائي الخاص، المستشار العلمي لجمعية الصحة النفسية العالمية في دول الخليج والشرق الأوسط، أستاذ كرسي الدراسات القضائية والحديثية الدكتور صالح بن سعد اللحيدان، أن المحتفلين بيوم الحب هم في الأساس يحتفلون بالشذوذ، مبيناً أنهم لا يؤصِّلون المسائل، فظنوا أنه عبارة عن احتفاء بالحب والسلام والوئام، وأضاف «بالعودة لتاريخ هذا اليوم فإن عيد الحب نشأ قبل 240 سنة على جريمة بشعة، حيث أتى رجل قريبته بشكل ليس فطرياً، والمحتفلون به يخلدون ذكرى إنسان أتى بشيء محرم يسمى علمياً ب «الشذوذ النفسي والجنسي الانتقالي»، وهو ميل للمحارم، ثم انتحر بعدها ندماً على ما فعل، ثم أتوا من بعده بالورد الأحمر تأسفاً على ما حصل، والورد دلالة على الدم، وهذا ما دوَّنته الروايات والكتب ثم تطور في دول مثل المجر وفرنسا وبريطانيا، ثم اتبعه الكاثوليك والبروتستانت وغيرهم على أنه عيد مستمر كل عام في فبراير كي يغطوا أصله السيئ، وهو ما فات على كثير من المسلمين، فالذين لا يؤصلون المسائل ولا يعرفون نشأة الأمور ككثير من الكتاب يجدون أن عيد الحب شيء سليم ومحمود ولا ينظرون لنشأته». شعور بالنقص وأشار اللحيدان إلى أن تخصيص هذا اليوم بالاحتفال هو شعور بالنقص والضعف، لأنهم يفعلون ذلك لاتباع مَن فعله مِن الغرب من باب التقليد التلقائي، ويغضون النظر والتفكير العقلي ويتعاملون بالعاطفة والقلب، لأنهم إكلينيكياً لا يتعاملون بتحكيم العقل في الأمور الحياتية. منوهاً إلى أن عدداً من النصارى الذين احتكَّ بهم يرفضون الاحتفاء به ولا يقيمون له أي طقوس، لأنهم يعرفون أصله ويقرأونه قراءة نفسية عميقة، ويعرفون جذوره الدموية، مبيناً أن اللون الأحمر ليس دليل الحب بل الدم والجريمة، وإهداء الورد الأحمر وإشعال الأنوار الحمراء دون غيرها من الألوان الأخرى هو عبارة عن إقرار منهم بالإثم الذي حصل، وهو الاقتراب من المحارم، وأضاف: وكما هو التعليل العلمي القضائي الجنائي: إن فاقد الشيء لا يعطيه، فلما بدأ هؤلاء يمارسون هذا الأمر بترسيخه لديهم أصبحوا يجنون على أنفسهم جناية عظيمة بتغييب العقل والسير وراء أمر لا يعرفون عن أصله شيئاً. فقر ثقافي وعتب اللحيدان على الكتاب الذين يروِّجون للاحتفاء بهذا اليوم رغم أصله الدموي وشذوذه الجنسي، وقال «الذين يقيمون عيد الحب يظنون أنه تعبير عن السلام والوئام بين الناس، وهو طيب من حيث الظاهر، لذلك فإن المنصِّرين في مجاهل إفريقيا وجنوب شرق آسيا اتخذوا من هذا اليوم سبيلاً ليروِّجوا للنصرانية عن طريق الحب، ونصح الكُتَّاب بعدم الترويج لهذا الشيء، وأن يعرفوا أصله ومنبعه أولاً، وأضاف: «ومن الناحية الشرعية فإني لا أرى له أي تحليل، ومن يرى أن هذا اليوم فرصة لتجديد العلاقات الشرعية بين المتزوجين فهذا يتنافى مع أصل عيد الحب، فمن يعرف أصل عيد الحب سينكر بالطبيعة الاحتفال به أو التعلق به، أما من أراد المتع الظاهرة المحرمة والبحث خلف الشهوات فسيتعلق بهذا الشيء، وهو ما يدل على الفقر الثقافي، لذلك فإن أغلب ما يُتَداول هو أساليب إنشائية وعاطفية، إلا إذا تعلقت بقاعدة صلبة من الناحية الأدبية والثقافية، داعياً الجهات الإعلامية لتناول الأصل لا القشور. تنشئة الأطفال وقال اللحيدان حول تناول يوم الحب بما يتناسب مع التقاليد الإسلامية، «ورد في كتاب الله العزيز: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة، ومن أوزار الذين يضلونهم)، فالطفل قد يضله صديقه أو زميله فينشأ على هذه الضلالة، فينشأ الطفل على عادة، وهو ما يحدث مع الذين تنصَّروا من بعد الإسلام في بعض البلاد العربية والغربية، لأنهم نشأوا على أصل أعوج لا أصل له، داعياً لتنشئة الأطفال على القيم الصحيحة والأخلاق التي تقوم على قاعدة صلبة بدلاً من الأشياء التي لا أصل لها»، مستدلاً بالحديث الشريف: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه»، وأضاف: العقل السليم من الشوائب يدعو لأن يكون كل يوم في السنة يوماً لوصل الأرحام وبذل السلام على كل الأشخاص وتعميق العلاقات الطيبة بين الناس واحترام الجار وعيادة المريض، وأن يحب المدرس تلاميذه وأن يحب القريب قريبه، وتربية الأبناء على القيم ليست في ساعة معينة أو يوم معين، وهي كلها تندرج تحت مسمى علاقات الإيمان أو علاقات التوحيد أو علاقات الإسلام. دليل جهل وعلق اللحيدان على الشباب والشابات الذين يتعلقون بالمظاهر المختلفة من أشياء حمراء: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة»، وما يحصل بين الشباب والفتيات وفي الطرقات دليل على جهلهم بأصول المسائل والأخلاق، ناصحاً الفتيات بعدم استقبال أي هدايا لأنه يدل على ضعف الشخصية والتقليد دون وعي، ويدل على فقر في الآلية الثقافية والشرعية والأدبية والأخلاقية، وليس على الكبت العاطفي كما يروِّج البعض، ففي علم النفس الفسيولوجي ليس من الكبت أن ينشد الإنسان البديل، بل الكبت يخرج في أشكال غير مألوفة مثل الانتحار أو أي شيء يخالف الأمر المعقول. عقوبات ومحاسبة وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة جدة ملازم أول نواف البوق، أن أي مخالفة ترصدها الشرطة فيها إساءة أو تعدٍّ على الآداب العامة وحريات الآخرين، فإن الشرطة تتولى ضبطهم وإيقافهم بحسب المخالفات وإحالتها للجهات التحقيقية، ومن ثم إحالتهم للجهات القضائية أو الشرعية، كما صدرت توجيهات تشدد على محلات بيع الملابس والورد والهدايا بعدم الاهتمام بهذا اليوم أوالاحتفال فيه، مبيناً أن العقوبات طالت من يتجاوزون هذا القرار، مشيراً إلى أن الشرطة تشارك مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومع وزارة التجارة في رصد من يهتم بالاحتفال بأي مظهر كان. دور الهيئة ونفى الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، في تصريح سابق ل «الشرق»، قيام الهيئة بإغلاق أي محل تجاري يبيع الورد، مؤكداً أن إغلاق المحلات التجارية ليس من اختصاص الهيئة. عيد بدعي وكان الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في 5/11/1420 ه قد أفتى ب «عدم جواز الاحتفال بعيد الحب»، قائلاً «إنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، ولأنَّه يدعو إلى اشتغال القلب بالأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح، فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد؛ سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه، وأن لا يكون إمَّعة يتبع كل ناعق». الأسمري ل الشرق: الهيئة أحبطت محاولات الاحتفال بيوم الحُب في عسير بالمناصحة أبها – سعيد آل ميلس عوض الأسمري كشف الناطق الإعلامي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عسير عوض الأسمري أن ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي خلال يوم أمس من صور مداهمات لرجال الهيئة في عدة مواقع، لم يكن لهيئة عسير شيء في هذا الخصوص نهائياً، وربما كان في مناطق أخرى لا علم لي عنها. وأضاف في حديثه ل «الشرق» إن معالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، قد وجه بمتابعة مثل هذه الاحتفالات بالمناصحة والأخذ على أيدي من يطالبون بإحيائها وتنويرهم للطريق السليم، خصوصاً أن مثل هذه الاحتافلات لا تمت للدين الإسلامي بصلة، وإنما هي أمور منكرة وتقليد يضر المجتمع ولا يفيده. وأكد الأسمري أن هيئة عسير قامت بعدة حملات لمناصحة أصحاب بعض المحلات الخاصة بعدم إحياء مثل هذه الاحتفالات أو الترويج لها من خلال البضائع، وبدأنا مهمتنا منذ الإثنين الماضي وكذلك من خلال الجولات الميدانية والالتقاء ببعض الشباب وتعريفهم بخطورة الأمر وأنه أحد المنكرات، والدعوة له من خلال يوم واحد في العام أمر غير شرعي. وأضاف: ما رصدته هيئة عسير خلال يوم أمس الأول كانت حالات فردية لا تشكل الأغلبية، وليست مرتبطة بيوم معين بقدر ما هي أحداث يومية قد تحدث في أي يوم من العام، وبصفتي قائداً ميدانياً لدوريات هيئة عسير لم أتبلغ بأي حادثة في هذا الخصوص. وختم الأسمري قائلا «إن ربط الحب وتبادل المشاعر بين المسلمين ليس مرتبطاً بيوم معين، وإنما حب المسلمين وتآخيهم يجب أن يكون كل يوم وقصره على يوم واحد تفكير خاطئ». أمريكيون ينفقون 18.6 مليار دولار احتفالاً ب «يوم الحب» أشار تقرير نُشر على موقع الاقتصاد الأمريكي «يو إس إيكونومي» إلى أن المهووسين بيوم الحب في أمريكا أنفقوا أكثر مما أنفقوه العام الماضي على أحبائهم، وفقاً لإحصائيات «الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة» فإن مساهمة مشتريات يوم الحب في الاقتصاد الوطني في أمريكا وحدها تقدر بحوالي 18.6 مليار دولار، وهو ما يفوق الرقم الذي أنفقوه خلال العام الماضي 2012، الذي بلغ 17.6 مليار دولار، بزيادة في الإنفاق بمقدار 5.7% منذ أن بدأ الاتحاد الوطني مسحه على المتسوقين قبل عشر سنوات، إلا أنها أقل من نسبة الزيادة التي حققت بين 2011-2012، التي حققت نسبة زيادة وصلت ل 8.6%. كما تضمن الموقع نتائج استطلاع رأي أوضحت أن الأمريكان يتجهون لإنفاق أموال أكثر مما أنفقوه في هذا اليوم من العام الماضي، إذ أنفق الفرد الذكر الواحد حوالي 175 دولاراً، فيما أنفقت الفتاة الواحدة 88.78 دولار بالنسبة لغير المتزوجين، بحيث ينفق الرجال ما متوسطه 130.97 دولار مقارنة بمبلغ 126.03 دولار كمتوسط في 2012، وأوضح الاستطلاع أن الرجال، كما العادة، يخططون لإنفاق أموال أكثر من السيدات (175.6) دولار للرجل الواحد مقابل 88.78 دولار للفتاة، كما بيَّن الاستطلاع أن الأشخاص المتزوجين ينفقون أقل من العزاب حوالي 73.75 دولار لكل من الزوجين، أي أقل مما أنفقه المتزوجون في 2012، الذي وصل ل 74.12 دولار. وذكر واحد من بين كل خمسة منهم، من الذين شملهم الاستطلاع، أي نسبة (19.7%) منهم، أنه سيشتري قطعة من المجوهرات بمبالغ تقدر ب 4.4 مليار دولار، فيما ذكر (51%) أنهم سيشترون الحلوى التقليدية بما يصل ل 1.6 مليار دولار من إجمالي الإنفاق، كما يخطط أكثر من الثلث لشراء الزهور، وإنفاق مبالغ تقدر ب 1.9 مليار، فيما يفضل (14.3%) شراء هدايا أكثر عملية ب 1.6 مليار دولار مثل: الملابس والإكسسوارات، ويفضل (15%) فقط شراء بطاقات الهدايا، وسيكون مجموع الإنفاق 1.5 مليار دولار. محلات الزهور تستعد لبيع الورد الأحمر في يوم الحب (تصوير: سعود المولد)