أوضح نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف، أن مشروع جامعة حفر الباطن مطروح حالياً على مجلس التعليم العالي لاعتماده، مضيفاً أن كليات جامعتي الدمام والملك فهد ستكون نواة لإنشاء الجامعة، حيث أصبحت في محافظة حفر الباطن مدينة جامعية متكاملة بلغت قيمة مشاريعها أكثر من مليار ريال، بما فيها سكن أعضاء هيئة التدريس الذي يحتوي على 38 عمارة سكنية، وسيتم تسليمه خلال أربعة أشهر. وأعلن عن الموافقة على إنشاء كليتي طب وصيدلة في المحافظة، بالإضافة إلى مستشفى جامعي، لتضاف إلى كليات (العلوم، الآداب، الحاسب الآلي، التربية والعلوم الطبية التطبيقية). واضطر السيف، صباح أمس، للقَسم عدة مرات لإثبات موضوعية زيارته التي قام بها أمس للمحافظة، للوقوف على عدد من المشاريع الجامعية فيها، وواجه السيف سيلاً من الأسئلة التي اتهمت وزارته بالتقصير تجاه أبناء المحافظة طوال السنوات الماضية في عدم إنشاء جامعة تحتضن أبناءهم وتجاهل هذا المطلب التنموي المهم رغم توفر جميع المعايير اللازمة لذلك، ولم يجد السيف وسيلة أمام اتهامات أولياء الأمور ورجال الإعلام إلا القسم والتأكيد على أن زيارته ليست مجرد «مجاملة» وتخدير لمطالب الأهالي، قائلاً: «زيارتنا ليست بروتوكولية، فنحن لدينا أجندة عمل، وأنا قمت شخصياً بتدوين جميع الملاحظات، وسأقوم برفع تقرير عن زيارتي، سأكتبه غداً، وهذا واجب وطني، ويجب أن يتأكد الجميع أنني وزملائي نعمل وفق خطة واضحة لتطوير الكليات في المحافظة». وألمح خلال زيارته إلى اقتراب موعد إنشاء جامعة مستقلة في المحافظة، مضيفاً: «نحن نعمل على أن تكون جميع المشاريع الجامعية في المستقبل تحت مظلة واحدة، حيث بدأنا في كلية المجتمع التي ستبدأ الدراسة فيها مطلع السنة المقبلة وبقية الكليات ستكون حاضرة قريباً». وعن خطة وزارة التعليم العالي في افتتاح الجامعات في المناطق، قال: «زيادة عدد الجامعات والتوسع فيها يأتي ضمن خطة (آفاق)، وزيارتنا للمحافظة تأتي ضمن هذه الخطة التوسعية التي استطاعت في سبع سنوات الوصول إلى 25 جامعة في المملكة». ورفض أن يكون هناك عائق وضعف في التنسيق بين جامعتي الدمام والملك فهد للبترول، الأمر الذي صعّب من إنشاء جامعة حفر الباطن، مضيفاً: «المدينة الجامعية ستكون تحت مظلة التعليم العالي مباشرة، والتنسيق بين الجامعتين يتم وليست هناك أي صعوبة». وبيّن أن المسمى ليس مهماً بقدر ما يهم أن تكون هناك كليات تستوعب الأعداد الكبيرة من الطلاب بتخصصات مقبولة، فسواء كان المسمى جامعة أو مدينة جامعية فلا يهم. وكان تحقيق استقصائي نشرته «الشرق» في عددها رقم 150 بتاريخ 2/5/2012 أوضح أن قرابة ثلاثة آلاف طالب من خريجي الثانوية في المحافظة كل عام غير قادرين على خوض تجربة الدراسة الجامعية بسبب ضآلة الفرص أمامهم، ويضطرون للبقاء عاطلين أو الانخراط في الوظائف العسكرية، في حين يقبل سنويا حوالي ألف و500 طالب من المجموع الكلي لعدد الخريجين البالغ 4582 طالبا، وتدرس هذه النسبة القليلة في جامعات المجمعة والقصيموالدمام والرياض وشقراء، في حين تستوعب الكلية التقنية قرابة 500 خريج سنوياً. ومثل هذا البعد بين مقرات سكن الطلاب وجامعاتهم دافعا لمزيد من المطالب بإنشاء الجامعة خاصة في ظل الحوادث المتكررة التي يتعرض لها الطلاب والطالبات على الطريق ولعل أبرزها وفاة الشابين (مطر وفرج العنزي) أثناء عودتهما للمحافظة بعد فراغهما من إنهاء إجراءات تسجيلهما في جامعة القصيم. وامتدت هذه المطالب إلى اجتماعات المجلس البلدي ومنابر المساجد وحتى مباريات كرة القدم حيث طالب عضو المجلس المحلي بمحافظة حفر الباطن، مضحي دغيم الشمري، أعضاء مجلس الشورى بمناقشة وزير التعليم العالي لمعرفة أسباب عدم وجود جامعات في بعض مناطق ومدن المملكة من بينها حفر الباطن. في حين قال الداعية شعوان بن دمخ ل «الشرق»، إن احتياج المحافظة لجامعة لا يختلف عليه مواطن ولا مسؤول، ووجه ابن دمخ الدعوة لوزير التعليم العالي ولمدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لزيارة المحافظة والوقوف على أرض الواقعً. أما مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن فيصل الظفيري فانحاز لمطالب أهالي محافظته، وذلك بعد تسجيله هدفاً أمام فريق الجيل حيث رفع اللاعب فيصل قميصه، لتظهر عبارة: « يا مليكنا عبدالله.. مالنا غيرك بعد الله..الجامعة مطلبنا ..هل يتحقق الحلم». د. السيف مع عميد جامعة الدمام ووكلائها يستمعون لأسئلة المواطنين والصحفيين أمس