السنة التحضيرية في الجامعات نموذج تعليمي معروف عالمياً منذ زمن، إلا أن مدى وأسلوب تطبيق السنة التحضيرية يختلف بين دولة وأخرى. ففكرة إدخال مفهوم السنة التحضيرية ضمن المنظومة التعليمية للجامعات موضوع ليس بالجديد فقد مارسته جامعات عدة في العالم ومن بينها الجامعات الأمريكية والأسترالية. وتمثل السنة التحضيرية في معظم دول العالم مرحلة إعداد الطالب اجتماعيا ونفسيا وعلميا لتمكينه من اختيار التخصص المناسب الذي يتفق مع احتياجات سوق العمل كما تمكن السنة التحضيرية الطلاب الأجانب من الدراسة بلغة البلد المستضيف وتزويده بالملامح الثقافية والاجتماعية الخاصة بالبلد المعني. في المملكة العربية السعودية تم إدخال السنة التحضيرية إلى برامج التعليم العالي لإعداد الطالب على مدى فصلين دراسيين قبل التحاقه بالتخصص المطلوب بغرض منحه الفرصة للتكيف مع البيئة الجامعية وتهيئة الطالب نفسيا واجتماعيا وعلميا للدراسة الجامعية وإعداد الطالب لاختيار التخصص المناسب لقدراته مما يسهم في تحسين مخرجات التعليم العالي لتتناسب مع متطلبات سوق العمل السعودي. ويمكن اعتبار السنة التحضيرية بمثابة ردم الفجوة بين التعليم المدرسي العام والتعليم العالي الجامعي. وتشرف على السنة التحضيرية عمادة خاصة في الجامعة. وقد احتلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قصب السبق في تطبيق نظام السنة التحضيرية تبعتها معظم الجامعات السعودية ومنها جامعة الطائف. وتشترط الجامعة على كل طالب مستجد أن يجتاز السنة التحضيرية قبل توجيهه إلى التخصص المطلوب حسب ميوله وقدراته. ولكي تنجح تجربة السنة التحضيرية في الجامعات السعودية يتطلب الأمر تقييم فوائد هذه التجربة على أرض الواقع والاستماع إلى آراء الطلبة حول جدوى الاستمرار في تطبيقها ودراسة اقتراح اقتصار مدة السنة التحضيرية على فصل واحد للتقليل من انتقادات الطلبة لطول فترة السنة التحضيرية.