يأمل أكثر من ألفي شاب من طالبي العمل في محافظة حفرالباطن، أن يجدوا – بدءا من صباح اليوم – ضالتهم الوظيفية في إحدى الشركات الكبرى من بين 17 شركة ومؤسسة حكومية وأهلية تشارك في يوم المهنة السنوي الثامن الذي تنظمه الكليات التابعة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في حفرالباطن ويمتد لعدة أيام تحت رعاية محافظ حفرالباطن عبدالمحسن بن محمد العطيشان. وفي الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الباحثين عن العمل في المحافظة نظير ضآلة الفرص الوظيفية ومحدوديتها خاصة أمام خريجي الكلية التقنية والمعاهد الخاصة إلا أن (الوظيفة الحكومية) مازالت هي الهاجس الأكبر لهؤلاء الشباب حسبما يؤكده الباحث في شؤون الشباب في المحافظة محمد الحربي، الذي قال ل (الشرق)، إن ثقافة العمل في الشركات والإخلاص لها مازال يحتاج لسنوات كي يدخل تفكير الشباب بشكل جدي ويتحول لقضية قابلة للنقاش معهم، مضيفا: «مازالت بعض الشركات والمؤسسات الخاصة تشتكي من عدم تجاوب الشاب والخريج في كثير من المجالات معها، حيث يظل الشاب لسنوات عاطلاً عن العمل بسبب إصراره على الحصول على الوظيفة الحكومية الأمر الذي ساهم في تراكم المشكلة». وأفاد الحربي أن كثيرا من الشركات العملاقة لا تجد رغبة كبيرة في المشاركة بيوم المهنة المقام بحفرالباطن بعكس تلك التي تقام في الجبيل وغيرها من المدن»، وزاد :»لابد أن يتأقلم الباحث عن العمل في حفرالباطن على العمل في القطاع الخاص، خاصة وأن افتتاح المدينة الصناعية على الأبواب»، ووجه الحربي نداءه للشباب والباحثين عن العمل بالحضور ليوم المهنة واستغلال هذه المناسبة للخروج بتصور حقيقي عن الفرص الوظيفية المتاحة. د. عبدالعزيز الصويان إلى ذلك، أوضح المشرف على الكليات التابعة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بحفرالباطن الدكتور عبدالعزيز الصويان، أن يوم المهنة يهدف إلى تعريف طلاب الكليات بالفرص والمزايا الوظيفية المتوافرة لدى الجهات المشاركة، وتعميق أفكارهم الخاصة بطبيعة سوق العمل السعودية واحتياجاتها من التخصصات الأكاديمية المختلفة، كما تساعد الفعاليات الطلاب الجدد بالكليات في تكوين صورة واضحة فيما يتعلق بالتخصصات الأكاديمية المناسبة لقدراتهم العلمية وميولهم الشخصية واختيار التخصص وفقاً للمعايير الموضوعية السائدة في سوق العمل والمعايير الشخصية الخاصة بالطالب. أنور الشامي في حين أشار أمين الغرفة التجارية بحفرالباطن أنور الشامي، إلى أن الغرفة ستشارك للمرة الأولى في يوم المهنة الثامن وستساهم في إيجاد حلقة وصل بين الشباب وفرص العمل من خلال تسويق (سيرهم الذاتية) لدى الشركات داخل وخارج المحافظة، مشدداً على أن الغرفة تسعى لتكوين قاعدة بيانات ضخمة لتكون نواه لتوظيف شباب المحافظة، مبيّناً أن الغرفة سبق وأن قامت بتزويد كثير من الشركات بمعلومات حول طالبي العمل. ورصدت (الشرق) في استطلاع أجرته مع عدد من الباحثين عن العمل، حالة التذمر الواضحة التي تسكن كثيرا من الشباب نتيجة خيبتهم الكبيرة – كما وصفوها – من ندرة الفرص الوظيفية وجدية الشركات الكبيرة في الاستعانة بخدماتهم على الرغم من تعدد تخصصاتهم وإجادتهم لها، وتلخصت بقية المطالب والرؤى في عدم واقعية كثير من العروض التي تقدمها الشركات في فعاليات (يوم المهنة) التي تقام في كثير من المدن بالإضافة إلى عدم فائدتها الحقيقية بالنسبة للباحث الجاد عن العمل خاصة أن الفعاليات تقام لمجرد (برستيج) شكلي على حد وصفهم، مستدلين على غياب أسماء الشركات الرائدة والعملاقة عن الحضور والمشاركة.