أجمل ما في زوارق الأنغام الساحرة، أنها تأخذ بأيدينا المرهقة من حوادث الليالي الصعبة، ومن بر الأحزان القاحل، إلى بحار الخيالات الممتعة، وأنهار الأحلام السعيدة، والمقطوعة النغمية تشبه المقطوعة الأدبية المزخرفة بزهور البلاغة وورد الأدب الفاتن، وهي غالباً، ما تثير فيك الطاقة العليا، أو الطاقة السفلى، تلفت انتباهك إلى المعاني الرفيعة، أو المعاني الوضيعة، تحرك جزءك العلوي، أو تحرك جزءك السفلي، وهنا العمق الفارق بين نغم ونغم، تماماً كالعمق الفارق بين امرأة وامرأة، امرأة تنالها بشرف، وامرأة تنالها بترف، فهل يجدر بنا عقلاً المساواة بينهما، «مالكم كيف تحكمون؟!»