جانب من مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الصيني أمس الأول في ملعب الدمام (تصوير:علي العبندي) الدمام – علي المليحان القروني: كنا بحاجة إلى أكثر من النقاط .. ولا تستهينوا بإندونيسيا الغدير: لوبيز لعب بورقة العامل النفسي .. وحقق المطلوب حارس المنتخب الصيني يتصدى لإحدى هجمات الأخضر استعاد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عافيته وتوازنه بفوزه الثمين على نظيره الصيني (2/1) مساء أمس الأول على استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام ضمن الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2015م في أستراليا. وأعاد الأخضر هيبته المفقودة على الصعيد الآسيوي، وأظهر شخصيته الحقيقية، وتمكَّن من تجاوز سلسلة من العثرات والإخفاقات التي لازمته في السنوات الأخيرة، والتي كان آخرها الخروج المر من الدور الأول من بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين التي أقيمت في البحرين. ويدين الشارع الرياضي المحلي في النتيجة الإيجابية التي تحققت أمام الصين بالفضل بعد الله إلى القرارات الجريئة التي اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة أحمد عيد، وأعضاء مجلس إدارته، بعد إخفاق كأس الخليج، من خلال إقالة الجهاز الفني تحت قيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد، وكذلك الجهاز الإداري بقيادة خالد المعجل، وتشكيل جهاز إداري جديد، حين تم تعيين عضو مجلس إدارة الاتحاد سلمان القريني مشرفاً عاماً على المنتخبات الوطنية، والذي شكَّل بدوره الجهاز الإداري ليتم تنصيب اللاعب الدولي السابق زكي الصالح إدارياً، ويعين المدرب الإسباني لوبيز كارو ليقود دفة الأخضر فنياً. ويأمل المسؤولون والقائمون على المنتخب، في إعادة هيكلة وتنظيم صفوف الأخضر من خلال التصفيات الآسيوية الحالية، والتي تعتبر المحك الحقيقي في مشوار الأخضر بعد أن وضعته القرعة ضمن المجموعة الثالثة والتي ضمت إلى جانبه منتخبات الصين والعراق وإندونيسيا. فوز ثمين خالد القروني وأكد المدرب الوطني خالد القروني، أن الفوز كان ثميناً قياساً بالتغييرات الشاملة والفترة الإعدادية القصيرة في معسكر الدمام. وقال ل»الشرق»: «النتيجة إيجابية، خصوصاً وأنها أتت أمام منتخب قوي ولا يستهان فيه، ومنتخبنا كان بحاجة إلى أكثر من النقاط الثلاث، للخروج من تأثير النتائج السلبية التي مرت بها كرتنا»، وزاد، «من الواضح أنه كانت هناك رغبة صادقة من الجميع قبل هذه المباراة بتقديم المستوى الفني المعروف من أجل إعادة الثقة بينهم وبين الجماهير، والشارع الرياضي بشكل عام، لذلك شاهدنا تعاوناً بين اللاعبين، وتجلَّت الروح العالية بينهم، واستطاعوا أن يتناقلوا الكرة بشكل سلس، ويتوجوا عطاءهم بتسجيل هدفين رائعين، متمنياً أن يتجاوز الأخضر هذه العثرة، لا سيما وأن هذه الفترة تعتبر حساسة، وأضاف: «أمامنا وقت كاف لتصحيح كثير من الأمور الفنية والنفسية قبل ملاقاة إندونيسيا بعد شهر من الآن». وحول نظرته للمرحلة المقبلة، أوضح القروني: «أعتقد أن المسؤولية باتت أكبر على الجهازين الفني والإداري، وهما الأدرى بخفايا كل مرحلة، ولا بد أن يكون هناك ترتيب وإعداد لمباراة إندونيسيا، سواء بإقامة معسكر لا يقل عن عشرة أيام إلى أسبوعين، مع إقامة مباراة أو مباراتين على أقل تقدير، من أجل تحضير المنتخب بالشكل المطلوب»، مبدياً في الوقت ذاته تفاؤله بوصول الأخضر إلى النهائيات. اداء مقنع يوسف الغدير أما المدرب الوطني يوسف الغدير، فشدَّد على أن الفوز على الصين قد جاء في وقته، وقال: « الفوز مقنع إلى حد كبير، رغم ما مرت به كرتنا من سقوط متكرر في عديد من البطولات الإقليمية، والآسيوية، فضلاً عن الضغوط الشديدة التي حاول معها رئيس مجلس إدارة الاتحاد أحمد عيد وأعضاء مجلس إدارته، وكذلك المشرف العام سلمان القريني، ومدير المنتخب زكي الصالح إخراج اللاعبين من الأجواء الغائمة بعد نكسة كأس الخليج»، وتابع: «لقد جاءت الحلول في زمن قياسي حرج في محاولة لتفادي الخروج من الكأس الخليجية، وإطفاء غضب الشارع الرياضي، لذلك أعتقد أنهم نجحوا في ما يصبون إليه». روح اللاعبين واعتبر أن تحميل المدرب الجديد، واللاعبين مسؤولية بعض الأخطاء في المباراة بالأمر الظالم، وأوضح: «اتفقت مع خبراء فنيين آخرين على أن الفوز جاء نتيجة ارتفاع في الروح المعنوية لدى اللاعبين، لأنه من الصعب أن يجري أي مدرب في العالم جملة تغييرات فنية، ويوصل أسلوبه الفني وفلسفته بتلك السرعة، لذلك شاهدنا على أرض الواقع حبَّ وصدقَ انتماءٍ للشعار من قبل اللاعبين، بدليل ما تفوَّه به المهاجم نايف هزازي صاحب الهدف الثاني بعد المباراة حين بيَّن أنهم لعبوا بروح وطنية ولم يركن للحديث عن أمور إبعاده في الفترة الماضية»، وتابع. «لقد أعدَّ المدرب الإسباني لوبيز التوليفة المناسبة ولعب بورقة العامل النفسي، واستطاع أن يقرأ المباراة كما يجب خصوصاً في الشوط الثاني». وأشار إلى أن فوز الأخضر هو نتيجة طبيعية لعمل متكامل من الجميع. وأضاف: «لن نبخس حق اتحاد الكرة، أو الأجهزة الإدارية والفنية، أو اللاعبين، أو الإعلام، أو الجماهير فيما قدَّمه الأخضر في المباراة. لقد قسونا على منتخبنا في بعض الفترات بدافع الغيرة، ولله الحمد شاهدنا الجميع على قلب رجل واحد، وقدَّم دعمه كل في مجاله، وما أفرحني أنني لم أسمع مثلاً مشجعاً اتحادياً يقول إن من سجَّل الهدفين هما لاعبا الاتحاد، فقد شاهدنا لاعب الأهلي مصطفى بصاص يعانق لاعب الاتحاد فهد المولد بحرارة بعد الهدف الأول، وهذا لم نشاهده في المنتخب منذ سنوات». خلل في البرامج وعارض المدرب الوطني يوسف الغدير مقولة إن الأخضر يستحق الدخول ثانياً أو ثالثاً في توزيع المنتخبات الآسيوية. وأضاف، «لن أقبل أن يكون تصنيفنا ثانياً أو ثالثاً، بل نستحق أن نكون الأول، لا زلت أؤكد أننا الأفضل من بين منتخبات القارة، ولكن التراجع الذي حصل لكرتنا كان له أسبابه، وبإمكاننا تجاوزه، لدينا خلل في منظومة الجهاز الإداري والفني والبرامج والخطط وكذلك على مستوى الإعلام وحتى الجماهير، فهذه العودة جيدة، ويجب أن نستغلها بأفضل حال، ولا بد على المدرب أن يخوض معسكراً إعدادياً لمباراة إندونيسيا أكثر من أسبوع، حتى يضع استراتيجيته الفنية، مع أداء مباراتين وديتين أمام منتخبات لها وزنها لكي يطمئن على التحضير النهائي، نأمل أن يصحح الأخضر مساره، ويعود كما عهدناه».
