متى نشعر بأن هناك غيوما تلبَّدت في الأفق في غير مواسمها؟ حين تضطرب الرؤية لدينا! أم حين يغبر الأفق؟! حين يبدل الربيع مظاهره؟! أم حين يكون للطرق المتشققة مرتادون ومحبون؟! هكذا البشر.. ليست هناك إجابة لمظاهر الثقوب والغيوم والتشقق التي يعانون منها… كما أنه ليست هناك إجابة لمظاهر الإنسانية والجودة والتميُّز والإتقان التي يظهرون بها، ليست هناك أسباب يمكن أن نتفق عليها، أو حتى نجتهد لفتح مسارات جديدة في دراستها وتحليلها، فاختلاف البشر هو اختلاف طبيعي، فما قد أراه مظهرا للجودة قد يراه غيري سببا للثقوب، وما يراه غيري مظهرا للتميُّز أراه مسوِّغا للشقوق… كثيرة وقوية ومتميزة هي المشاريع التي انطلقت في الميدان التربوي ما بين عربي ومترجم، وكلها يتنافس ويجتهد من أجل هذا الإنسان، منها ما ينجح في إيجاد طالب نوعي قادر على الاستمرار في التعليم بحُبٍ وحماس ورغبة، قادر على اختيار التخصص، وقادر على العمل الذي يواجه به عولمة العلم والفكر والمشاعر وتخبطات وتقلبات البشر، وهو قابض على هويته، ومنها ما هو غير ذلك ومن أجل هذا النوع من المخرج تنوَّعت أفكارنا التعليمية، وتباينت وتباعدت، وكذلك تشابهت وتكرَّرت، ثم وقفت في مفترق الطريق بين مُعجَبٍ يدعمها، ويطالب بإعادة بنائها وتوزيعها وتعميمها، وآخر يرفضها، ويطالب بإعادة النظر فيها ودراستها وإيقافها حتى إشعار آخر… تاهت بين ملفات تشكَّلت للاستطلاع والرأي، وملفات أخرى تشكَّلت للعرض والمناقشة. هل هو تنمية أم بناء.. أم إعداد أم تواصل.. أم تطوير أم رعاية أم ارتباط.. أم جميعها أم بعضها؟!