تشهد الصحراء المغربية شهر إبريل المقبل، أكبر مناورات عسكرية بمشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ضمن برنامج «الأسد الإفريقي». وعلمت «الشرق» من مصادر خاصة، أن قوات من الجيش الأمريكي سيكون لها حضور كبير في هذه المناورات التي تدخل في سياق الاستراتيجية العسكرية المغربية، والتعاون العسكري المثمر بين البلدين، مشيرة إلى أن المناورات ستشهدها أيضاً مدينة بن كرير، قرب مراكش، التي تحتضن قاعدة عسكرية مهمة في المغرب، وستخصص لمناورات بطائرات (إف 16) التي اقتناها المغرب في الآونة الأخيرة. في سياق متصل، من المنتظر أن يتحول مقر القيادة العسكرية الإفريقية العامة (أفريكوم)، إلى أحد البلاد الإفريقية، حيث ارتفعت نسبة إمكانية تحول المقر إلى المغرب، بفضل العلاقات المتميزة مع أمريكا وموقعه الاستراتيجي والجيوسياسي، وكونه حليفاً تاريخياً لأمريكا في عدد من القضايا الدولية والإقليمية والجهوية، إلى جانب العلاقات العسكرية المتميزة بين الطرفين، بما في ذلك علاقة المغرب مع الحلف الأطلسي، إضافة إلى تمتع المغرب باستقرار الوضع السياسي والأمني، وهو ما من شأنه أن يحول دون ظهور عراقيل وصعوبات أما مهام القوات الأمريكية في حال وجودها في المغرب، علماً بأن الجزائر أبدت رفضاً شديداً لتحول مقر القيادة إلى إفريقيا وإبقائها في أوروبا. وتعدّ أفريكوم الوحدة المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في القارة الإفريقية، وأيضاً عن العلاقات العسكرية الأمريكية مع 53 دولة إفريقية، حيث يسعى مسؤولو البنتاجون الأمريكي إلى تحقيق معادلة التحول إلى إفريقيا بحجة انتشار ظاهرة الإرهاب الدولي، وتوسع مساحات أنشطة شبكة القاعدة في منطقة الساحل والصحراء وتناميها بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، بدليل ما يقع حالياً في مالي، حيث يعتمد المسؤولون الأمريكيون ذريعة لنقل مقر واحد من أقوى القيادات إلى القارة السمراء، مع الميل الكبير للمغرب، مما سيمكن الولاياتالمتحدة من ممارسة نشاطاتها العسكرية عبر القارة الإفريقية بطريقة أفضل وأكثر فاعلية، كما أنها ستتعامل بمرونة أكبر مع الأزمات الحالية أو المحتملة في القارة السمراء، وضمان قاعدة للإمداد الخلفي في إفريقيا في حالة نشوب أي توتر أو طارئ من شأنه أن يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، وهو ما سيمهد لها الطريق لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في بسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة.