حدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، ال18 من مارس موعدا لانطلاق الحوار الوطني بموجب اتفاق انتقال السلطة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. ودعا الرئيس واللجنة التحضيرية للحوار جميع الأحزاب إلى تقديم قوائم ممثليها، على أن يقوم الحوار المنتظر بوضع دستور جديد للبلاد، والسعي إلى حل القضايا الكبرى مثل قضية الجنوب، حيث يطالب تيار واسع بالانفصال، ومسألة التمرد الشيعي في الشمال. وقد تأخر انعقاد الحوار الوطني، خصوصا بسبب تحفظات فصائل الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال. وما زال تيار نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الأكثر تشددا في الحراك، يرفض المشاركة في الحوار، بينما يسود الغموض حول مشاركة الفصائل الأخرى. في المقابل، أكدت أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة السابقة) الثلاثاء، أن قوائمها للحوار جاهزة، وستُعلن قريبا، فيما أعلن الحوثيون عن قائمتهم. وبدوره، أكد المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والشريك في حكومة الوحدة الوطنية مع أحزاب اللقاء المشترك، استعداده للمشاركة وترشيح قائمة المشاركين نيابة عنه. وكان يفترض أن ينطلق مؤتمر الحوار الوطني في منتصف نوفمبر الماضي، إلا أن تحفظات الحراك الجنوبي، وتعثر تطبيق قرارات الرئيس اليمني بإعادة هيكلة القوات المسلحة أخَّرت انطلاقه. ويتمتع هادي، بدعم قوي من مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل تطبيق اتفاق انتقال السلطة. وسبق أن هدد مجلس الأمن مِرارا بفرض عقوبات على معرقلي المرحلة الانتقالية. وكانت حركة احتجاج واسعة انطلقت في اليمن مطلع 2011 للمطالبة بتنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقد تخلى صالح عن السلطة في اتفاق وقّعه في نوفمبر 2011 بموجب مبادرة رعتها دول مجلس التعاون الخليجي، وأيَّدتها الدول الكبرى. وحصل صالح على حصانة من الملاحقة القضائية. ومدة المرحلة الانتقالية سنتان بحسب الاتفاق. وتنص الآلية التنفيذية للاتفاق على أن يقود خلالها الرئيس «التوافقي» هادي، الذي كان نائبا للرئيس في عهد صالح، حوارا وطنيا، يسفر عنه خصوصا تعديل الدستور، على أن تُنظّم انتخابات تشريعية ورئاسية في نهاية الفترة الانتقالية في 2014. وسيتناول الحوار جميع القضايا الشائكة مثل التمرد الحوثي، الذي خاض ست حروب مع صنعاء، وقضية الجنوب. وكان جنوب اليمن مستقلا حتى عام 1990 حين تم توقيع اتفاق وحدة طوعي مع الشمال، تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفييتي، الذي كانت دولة الجنوب تدور في فلكه. وفي عام 1994، قمع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالقوة محاولة جنوبية لاستعادة دولة الجنوب.