جدة – سعود المولد الزياني: مفاعل بوشهر أكبر تحدٍّ تواجهه دول وشعوب «التعاون الخليجي» دعت المملكة إلى وضع استراتيجية عاجلة وخارطة طريق لمواجهة تحديات العمل البيئي المشترك، والانتقال من مرحلة التشريع إلى مراحل التنفيذ والتطبيق للأنظمة والتشريعات من خلال خطط وبرامج وآليات واضحة، لمناقشتها في الاجتماع المقبل لوزراء شؤون البيئة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. أوضح ذلك نائب الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة صالح الشهري في كلمة المملكة أمام الاجتماع السادس عشر لوزراء البيئة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد أمس في قصر المؤتمرات في جدة، نيابة عن الرئيس العام للأرصاد. وقال إن المرحلة المقبلة ستركز على التدريب وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة لقيادة العمل البيئي وإعطاء أولوية قصوى للبحث العلمي المنهجي لتقصي ومعالجة القضايا البيئية الملحة وتوفير المعلومات البيئية الصحيحة والدقيقة لمساعدة متخذي القرار. وبين الشهري أن الاجتماع يستهدف متابعة مسيرة العمل البيئي المشترك لدول المجلس على ضوء ما نصت عليه وثيقة السياسات والمبادئ العامة لحماية البيئة التي أرسى قواعدها المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته السادسة في مسقط في نوفمبر 1985 لتكون المنطلق والأساس في وضع استراتيجيات العمل البيئي لدول المجلس. من جهته قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني إن الاجتماع يأتي ترجمة صادقة لتطلعات واهتمام قادة دول المجلس لتعزيز التكامل الخليجي في مختلف المجالات، انطلاقاً من حرصهم على أن تبذل دول المجلس وبشكل مستمر جهوداً حثيثة للعناية بالبيئة ووضعها في مقدمة الأولويات الرئيسة. وقال إن المجلس الوزاري لمجلس التعاون الماضي أقر إنشاء مركز خليجي للرصد البيئي يكون مقره في الإمارات العربية المتحدة، لإجراء الفحوصات اللازمة لقياس نسب الإشعاعات النووية في منطقة الخليج ورصد التلوث فيها. ودعا الزياني إلى تسريع إعداد سجل للمخاطر البيئية في دول المجلس لتحديد أنواع المخاطر واحتمال حدوثها ومدى تأثيراتها على البيئة والإنسان والاقتصاد الخليجي. وقال إن من التحديات البيئية التي ينبغي على دول المجلس أن تواجهها بعمل مشترك جاد هو بدء تشغيل «مفاعل بوشهر النووي» الذي تردد في وسائل الإعلام مؤخراً أنه تم وقف تشغيله لفترة محدودة بعد أن حدث خلل فني في هذا المفاعل الذي أصبح يمثل مصدر تهديد خطير للبيئة في منطقة الخليج، ما يضع على دول المنطقة عموما مسؤولية مشتركة لاتخاذ الاحتياطات والإجراءات الضرورية لتحاشي الأخطار التي قد يسببها تشغيل هذا المفاعل تجاه البيئة في المنطقة. وكان الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز استقبل في قصره في جدة أمس الوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة في دول مجلس التعاون، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري السادس عشر للوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة وحفل جائزة دول مجلس التعاون في دورتها السادسة. واستعرض معهم عدداً من الموضوعات المتعلقة بالجوانب البيئية في دول المجلس والمستجدات والتطورات في مجال البيئة والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى عدد من الملفات والقضايا المدرجة على أجندة الاجتماع الوزاري. كما بحث معهم حيثيات القضايا الإقليمية والدولية التي تتطلب تنفيذها مع دول المجلس وأهم الإنجازات التي حققتها الدول الخليجية في مجال التنمية المستدامة وما يتعلق بالكوارث البيئية، كما تطرقوا لموضوع المبادرة الخضراء وما توصلت إليه دول المجلس من تحقيق أهداف هذه المبادرة.