قال والد المعلمة صنعاء تركي الشهري، التي قضت نحبها في حادث معلمات سراة عبيدة أمس الأول، إن «تأخر إسعاف ابنتي جعلها تنزف حتى الموت»، مضيفاً وهو يذرف الدموع، إن «مهرباً مجهول الهوية قتل ابنتي وخان الوطن والملك والشعب، ويجب أن يلقى جزاءه»، فيما قال زوج الفقيدة أحمد علي صالح، وهو يجهش بالبكاء، إن آخر مكالمة كانت بينه وبين زوجته قبل النوم من مساء اليوم الذي سبق الفاجعة. وأضاف الأب المسنّ، وهو يذرف الدموع في حديثه إلى «الشرق»، «إصابة ابنتي كانت بسيطة، ولكنها ظلت تنزف حتى الموت، بسبب تأخر إسعافها»، موضحاً أن «المهرب كان يقود سيارته بسرعة جنونية ودون إنارة، مما تسبب في اصطدامه بالسيارة التي كانت تقل ابنته وزميلاتها المعلمات الأخريات». مضيفاً أن «ابنته كانت تطلب منذ تعيينها في تلك المدرسة منذ ثلاث سنوات نقلها ولكن دون جدوى، وأنها طالبت كثيراً بنقلها إلى الأحساء حيث مكان عمل زوجها، أو نقلها إلى محافظة خميس مشيط حيث أسرتها، ولكن دون فائدة، وأنا كما ترى رجل كبير في السن». كما تحدث ل»الشرق» الزوج المكلوم الذي بدا متأثراً على فراق زوجته، التي كانت حاملاً في الشهر السابع وفقدت جنينها في الحادث، حيث كان آخر من غادر قبرها بعد الدفن، وهو يدعو ويستغفر لها، وقال إن «زوجته كانت لديه خلال الأسبوع الماضي خلال إجازة منتصف العام الدراسي وكانت قادمة إليه نهاية هذا الأسبوع، وتم الحجز لها لاستكمال مراجعاتها الطبية الخاصة بحملها في المستشفى، ولكن قدر الله سبق كل شيء». وأضاف أحمد أنه «ارتبط بزوجته في شهر شعبان الماضي، ولم تمضِ على زواجهما ثمانية شهور. وسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يغفر لها ويرحمها». وقد شيعت محافظة خميس مشيط ظهر أمس شهيدة الواجب صنعاء تركي الشهري، بعدما ظلت في ثلاجة الموتى لحين وصول زوجها الذي يعمل في محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية (في الحرس الوطني)، حيث وصل في وقت متأخر أمس الأول، وتم تسلم جثمانها صباح أمس، ومن ثم تولت المغسلة الخيرية في المحافظة غسلها، ومن ثم صُلي عليها في جامع الدبش، وبعدها نُقل جثمانها إلى المقبرة العامة في حي (مصلوم) حيث صلى عليها حشد كبير من المواطنين الذين لم يدركوا الصلاة عليها في الجامع، ومن ثم تم دفنها وسط حضور كبير ومشاهد مؤلمة من الحزن على فراقها، وعلى مشهد ذرف الدموع من عيني والدها وزوجها. الزوج أحمد آخر من غادر قبر زوجته صنعاء بعد دفنها أمس (الشرق) جموع من المواطنين يحملون جثمان المعلمة صنعاء إلى القبر