أمزج الخبز بالفكر. هكذا أفتتح إفطار الصباح مع من حولي. لا أذكر بالضبط ما الذي حرّض عندي أن أشرح لزوجتي كلمة من سورة البقرة؟ وحرفاً من سورة الزمر؟ قلت لها تأملي هل يخطر في بالك كيف يمكن للقلب أن يتشرب بعجل كامل (وأشربوا في قلوبهم العجل) هزت رأسها عجباً! قلت لها هكذا يتم تشرب الكفر مثل إسفنجة في وسط ماء. تأملي هاتين الآيتين من سورة الزمر عن فريقين يساقان إلى مصيرين مختلفين: الكافرين والمؤمنين. هنا تفتح أبواب النيران والجنان. ولكن النص القرآني يقول عن الكافرين إن النار (فتحت) لهم، أما الجنان فتسبق بحرف الواو (وفتحت). قلت لها هل يخطر في بالك لماذا تم افتتاح أبواب النيران دون حرف الواو خلافاً لأهل الجنة؟ هنا يأتي دور المفاجأة زيادة في العذاب. منه قال الرب زدناهم عذاباً فوق العذاب. أما الجنة فمفتحة لهم الأبواب يشمون ريحها قبل أن يدخلوها. هناك سر آخر في آية «ولتجدنهم أحرص الناس على (حياة)» في وصف نفسية أهل الكتاب، وهو قانون ينطبق على أهل أي كتاب، ذلك لأن التحول النفسي ثقافي وليس جينياً بيولوجياً. نحن هنا أمام فصل جديد من أسرار القرآن. حين يقول إنهم يحرصون على (حياة) بالنكرة. ولم يقل على (الحياة) ب(التعريف) فهو يفيد الاستغراق في النكرة! إنها أي حياة! المهم أن يعيشوا ولو ألف سنة، ولو مثل الجرذان في» البلاليع» يأكلون الذل، ويزدرون الهوان على مدار الساعة. وهو مصير أي أمة إذا دخلت تحت نفس القانون والشروط النفسية.