لا أحبذ الحديث عن الفقر لأنه يجلب «الغم»، وما يمنع الدول من الاعتراف بوجود فقراء «محسوسين» إلا لطرد «النحس» الذي يجلبه الفقراء لمجتمعاتهم الغنية! أو ربما لسدّ الطريق منعاً لوصول الغمّ من «العوام» إلى «الخواص»! وربما يأتي من باب «الوقاية» منعاً لانتشار العدوى! فالفقر يسبب «حساسية» شديدة في هذا الزمن الرقمي! ولو نظرت من زاوية طبية ستجد أن أغلب الأمراض التي تنتشر بالعدوى سببها الفقر ولا شيء غيره لذا فالفقير «ناقل» للأمراض والأوبئة و»حاملٌ» لها! والفقير تجده متهماً بتلويث البيئة أكثر من مواطنه الغني! فسيارته «القرنبع» تنفث الغازات السامة -لقدم موديلها وإصابتها بال»بوش»- مسببة «الاحتباس الحراري» وذوبان الثلوج من القطبين أكثر من سيارة الغني الجديدة التي تحترم وتراعي مسألة الحفاظ على البيئة بنفث غازاتٍ أقل من القليل! وفي ذات السياق يسرق الفقير ثروات البيئة الخضراء فيكثر من الاحتطاب الذي يسمّى «جائراً» ما يسبب نقص «الأكسجين» وانحسار «الغطاء النباتي» وتمدد «الزحف الصحراوي»! ولأن الزاوية لا تسعفني لسرد مزيد من الأمثلة أكتفي بمقولة: الفقر مجمعة البلايا والرزايا -أغنانا الله وإياكم وأجارنا- وقد قيل: (ليس من خلةٍ هي للغني مدحٌ إلا هي للفقيرٍ عيبٌ، فإن كانَ شجاعاً سمي أهوج، وإن كانَ جواداً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي بليداً، وإن كان لَسِناً سُمي مهذاراً، وإن كان صموتاً سمي عيياً)!