الطائف – عناد العتيبي أرضان وسيارة تنتظر عريس سجن الطائف بعد الخروج. قلم وثيقة التنازل بِيعَ ب 50 ألف ريال. جناح الموت عاش الفرحة مرتين في 3 أعوام. طفلة عريس السجن سمّاها (أمل) وصادقت على ذلك. اكتمال ال27 مليوناً في حملة المدينةالمنورة. زفت «أمل» طفلة عريس سجن الطائف أمل الحياة لوالدها بعد أن هاتفته مخبرة إياه بعتق رقبته بعد أن نجحت حملة جمع دية التنازل عنه في جمع 27 مليونا يوم أمس الأول خلال ملتقى كبير نظم بالمدينةالمنورة، وفيما كانت التبرعات تتسابق لمعانقة الرقم المطلوب لعيون (أمل) الحاضرة بين المتبرعين، حتى دوّت صرخة الفرح من على بعد مسافة تتجاوز ال 500 كيلو في الجناح العاشر المخصص للمحكومين بالقصاص (حيث لامكان للفرح). وعاش الجناح المتخم بعبارات السيف والقصاص والموت، الفرحة مرتين الأولى قبل ثلاثة أعوام حينما تزوج عريس السجن (عوض الحربي) والأخرى مساء الأحد حينما اكتمل مبلغ ديته المتلون بالملايين، ومابين هذه وتلك، سجل السجين الحربي قصة إسطورية زمانها 18 عاما ومكانها «جناح القصاص». بكاء الفرح وانفجر بطل القصة السجين الحربي بالبكاء بعد سماعه بالخبر وقال في مهاتفه ل «الشرق» أمس: « عندما كنت أفكر في الزواج وأنا محكوم عليّ بالقصاص، كان هدفي هو أن أنجب من يحمل اسمي بعد أن أموت، ولكن سبحان الله، بعد أن رزقت بطفلة أرتأيت أن أسميها ( أمل) لعلها تكون أملي في الحياة، لا أكاد أصدق أصحبت طفلتي (أمل) هي سبب بعد الله في نجاح مساعي الحملة وتعاطف الناس مع قضيتي، وكذلك هي من زف لي بشرى اكتمال الديّة، ثقتي بالله كبيرة، ولكنني لا أصدق أنني أخيرا سأخرج، وأحتضن طفلتي أمل خارج أسوار السجن». وأضاف والعَبرة تختنقه: «شكرا لكل من وقف بجانبي، شكرا لكل مَن ساهم في عتق رقبتي، شكرا ل «الشرق» التي دعمت قضيتي إعلامياً». حماس المتبرعين وكانت الحملة قد نجحت في جمع 15 مليونا حتى نهاية الأسبوع الماضي، قبل أن تتسابق التبرعات وتضيف مبلغ 12 مليونا مساء الأحد وتعلن الحملة اكتمال المبلغ في ملتقى الحملة الذي نظمته بالمدينةالمنورة. وشهد ملتقى الحملة أمس الأول حضور الطفلة أمل التي ناشدت الحضور بمساعدة والدها، وقالت: «يارب بابا يطلع» ، مما ألهب حماس المتبرعين وجعل الجميع يصر على أن تكتمل الدية المطلوبة وهذا ماتم خلال ساعات. أرضان ولاند كروز ورصدت (الشرق) بعض جوانب ختام الحملة التي تمثلت في قيام اثنين من رجال الأعمال بالمدينة بتقديم قطعتي أرض للطفلة تقدر قيمتهما ب 800 ألف ريال، فيما أعلن الدكتور عبدالله رشيد السحيمي عن تبرعه بسيارة جيب لاندو كروز موديل 2013 يتسلمها السجين لحظة خروجه من السجن. مزاد القلم و قدم الشيخ ضيف الله بن غميض فكرة عمل مزاد على القلم الذي كتبت به وثيقة التنازل المشروط وتم بيعه بمبلغ 50 ألف ريال، بينما عمد القائمون على الحملة على عمل مزاد آخر لإحدى اللوحات التشكيلية الخاصة بالحملة والتي بيعت أيضا بمبلغ 80 ألف ريال. شيك مصدق وقال رئيس اللجنة الإعلامية للحملة دويحان الحربي بحمد الله نجحت المساعي في إكمال الديّة المطلوبة رغم قصر الفترة، ونحن سنعمل خلال الأيام القادمة على إصدار شيك مصدق لأهل الدم لإصدار الصك الشرعي بالتنازل، وسنعمل بحول الله على رفعه للمقام السامي لإعفائه من الحق العام، مقدما شكره لصحيفة «الشرق» على وقفتها الكبيرة في تفاصيل القضية ومساندتها للحملة إعلاميا. ملحمة وطنية وعبر الشيخ عبدالله بن نحيت، عن فرحته باكتمال الدية قائلاً» تعجز العبارات عن وصف هذه الملحمة الوطنية التي أنقذت السجين عوض من حد السيف، الحمدلله أن كل الجهود أثمرت عن عتق رقبة هذا السجين الذي تنتظره طفلته الصغيرة، باسم كافة القائمين على الحملة أشكر كل من وقف معنا في هذه القضية، ومالمسناه من تفاعل الجميع يدل على أن المجتمع السعودي مجتمع خير وعون للضعيف قبل غيره.» أمل.. الحياة وكان السجين عوض الحربي قد قتل رفيق دربه بالخطأ قبل 18 عاماً، قضاها في ردهات الجناح العاشر بسجن الطائف، عاش نهارها وسمر لياليها، يغفو على أمل العفو ويصحو والسيف يقترب من عنقه، ليالٍ موحشة والأمل يتلاشى في كل ليلة تمضي، قبل أن يهمس في أذن رفيقه ب «جناح القصاص»، طالباً نكاح ابنته، في طلب غريب ومصير مجهول، ولكن الموافقة جاءت والخوف يغلفها، قبل أن تتبدد هذه المخاوف بحفلة زواج استثنائية احتضنها الجناح العاشر وتراقص المحكومون قصاصاً بزفاف أحدهم على ابنة الآخر في ليلة كان عنوانها (الفرح قبل الموت). سنوات قليلة مرت ونفذت الداخلية حد القصاص في والد العروس، وتقبل العريس العزاء في ذات الجناح، قبل أن تمضي الأيام وتأتي صرخة «الأمل» بقدوم طفلة عريس السجن الأولى، ليسميها «أمل» وتكون أمله في الحياة. الطفلة امل ترفع يدها أثناء إعلان إكتمال مبلغ الدية عن والدها
ابن الشيخ عواد المطرفي يقدم صك الأرض للشيخ عبدالله بن نحيت لتسليمها لعريس السجن
اللجنة المالية خلال ستلامها مبالغ المتبرعين
وثيقة التنازل التي على ضوئها جمع مبلغ 27 مليون ريال