قالت مشرفة نشاط الطالبات في إدارة التربية والتعليم، أمل الشمري، إن عوائق اجتماعية وفنية تقف أمام بروز المرأة في المسرح، مشددة على أهمية تثقيف المجتمع، فبعض الأهالي لايزالون يرفضون دخول بناتهم هذا المجال، بسبب الفكرة الخاطئة عن المسرح، وجهلهم به. وتضيف الشمري أن المسرح يفيد المرأة كثيراً، خصوصاً إذا كانت ذات شخصية انطوائية، فهو يعلمها الجرأة، ويزيد في مستوى ثقافتها، ويفتح مداركها، ويصقل هواياتها؛ والمسرح يزيد من سرعة رد الفعل، وسرعة البديهة. وفيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية التي يجب تسليط الضوء عليها من خلال المسرح، قالت الشمري: أهم قضية لدينا هي المرأة والمطالبة بحقوقها، ورفع الظلم الواقع عليها، كونها الحلقة الأضعف في مجتمعنا. والمسرح يفيدها في التحكم والسيطرة، وفي مناقشة قضاياها مع الرجل، فحين يسلط المسرح الضوء على هذه القضايا يتسع المجال للنقاش، ونتوجه إلى القضايا الأهم في عمق مجتمعنا «نحن لا نؤمن بالمستحيل، وكل هذه العوائق قابلة للتغير». وأضافت الشمري «نشهد في المسرح تحول شخصيات انطوائية إلى شخصيات حرة قادرة على التعبير، كما نرى ذلك في طريقة اختيارها لنوعية الأدوار التي تجسدها على خشبة المسرح»، مؤكدة أن للمسرح القدرة على إخراج الطاقات الدفينة، وتعزيز قدرة الفرد على اكتشاف موهبته. وفيما يتعلق بالجهات التي يجب عليها الاهتمام أكثر، ومساندة المسرح، اقترحت زيادة «الاهتمام من الجهات التعليمية والدينية، على حد سواء، فقد تكون المعارضة من الجهة الدينية على حسب النص»، وأما التعليم فدوره أن يغذي مفهوم ضرورة المسرح وفوائده للتلاميذ منذ الطفولة، فقد يربى الطفل ويثقف على النظر لسلبيات المسرح فقط دون الالتفات لإيجابياته». مرآة المجتمع ورأى مشرف لجنة المسرح في جمعية الثقافة والفنون في حائل، متعب الضمادي، أن المسرح ضرورة للمجتمع عموماً، وللمرأة بشكل خاص «المسرح هو مرآة المجتمع، حسبما نراه نحن كمسرحيين، ففيه نعاتب بعضنا عبر مسرحة القضايا التي تهم المجتمع، ونوضح بعض الأخطاء، ونضع الحلول لها». وقال الضمادي: إن المسرح النسائي يوجه رسائله للنساء، ويناقش قضاياهن، فالمرأة هي إحدى أركان المسرح، جنباً إلى جنب مع الرجل، وكلاهما يقدمان رسائل مسرحية لمعالجة قضايا مجتمعة، سواء من خلال الكوميديا السوداء، أو المونودراما، أو الديودراما، وغيرها من أشكال المسرح». ودعا «نحن في لجنة المسرح في ثقافة حائل فتحنا مشاركة النساء للانتساب عبر العضوية الرسمية التي تمنح المرأة كل الحق بأن تكون فاعلة في مسرحها، وتقدم طاقاتها عبر خشبة المسرح». وفيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها من خلال المسرح، يجيب الضمادي «قضايا المجتمع كثيرة، وأعتقد أنه لا توجد قضية بعينها تحتاج لتسليط الضوء بقدر ما نحتاج لترسيخ مفهوم مشاركة المرأة في المسرح، ووقوفها إلى جانب الرجل لمعالجة قضايا المجتمع». وأضاف «لا توجد عوائق تذكر، ويجب على المرأة الحائلية خاصة، والنساء عامة، فك قيودهن وإطلاق إبداعهن المسرحي، بالمشاركة في التأليف، أو التمثيل، أو الإخراج، وغيره من أساسيات المسرح. وأما العوائق الاجتماعية فتكمن في عدم تقبل المجتمع، وخاصة النسائي، للمشاركة في المسرح، إما للخجل من الوقوف على الخشبة، وهذا يعود لإدارة التربية والتعليم التي لم تفعل المسرح النسائي في المدارس، أو لأسباب تخص عدم موافقة بعض أولياء الأمور على ذلك، لقلة الوعي بماهية المسرح الذي يعد «أبو الفنون». وفيما يخص الجوانب الفنية، قال إننا نحتاج للعناصر الفنية، كونها موجودة كممثلة، ونحتاج للمخرجة وكاتبة نص، ونحن بصدد الإعلان عن دورات تخص المسرح النسائي لإعداد جيل مسرحي نسائي. وعن أبرز الصعوبات التي واجهت الفتيات الراغبات في اقتحام المسرح، قال الضمادي «من الممكن أن تكون عوائق اجتماعية ونفسية، وهي عوائق قابلة للتغيير والزوال مع الوقت، وهذا يحدث مع التثقيف والتوعية وإقامة الدورات التدريبية، لكننا نشهد في الآونة الأخيرة زيادة في الإقبال على هذا المجال، وسبب ذلك التغير التدريجي في ثقافة المجتمع، والرغبة في رسم أجمل اللوحات الفنية عن مجتمعنا».