ثمّنت الشاعرة العراقية شهد الشمّري في حوار مع «الشرق»، الاهتمام الذي وصلها بعد دعوتها للمشاركة في مهرجان أهل القصيد في مملكة البحرين الشقيقة، ومصافحتها ذائقة الجمهور الثريّة -حسب قولها-، وتمنّت أن تكون محطتها المُقبلة بلدها الثاني «السعودية» لو تلقَّت دعوة. وأشادت الشمري بالإمكانات السعودية، والمستوى المرموق الذي تتمتّع به، على عكس ما ظهر في الجانب الرياضي بعد خروج المنتخب من كأس خليجي (21) ، مضيفة أنها كتبت قصائد غنائيّة لبلدها العراق بعد تأهله. وإضافة إلى كتابتها «الشعر» الأبوذي والزهيري والدارمي، استطاعت الشمري التوفيق بينه وبين عملها في المجال الإعلامي، الذي انتهى بقناة الفيحاء، موضّحة أنها ستُصافح جمهورها بعمل إعلامي شعري آخر في الوقت القريب، موجّهة رسالة لمن ينتقدها ويشكّك في شاعريتها. وفي الحوار تفاصيل أكثر: * كيف تصفين مشاركتك في مهرجان أهل القصيد في البحرين؟ كانت مشاركة جميلة، وإضافة بالنسبة لي، ولمنجزي الشعري، فقد التقيت بوجوه جديدة، وطاقات شعرية رائعة، وتعرفت على أخواتي الشاعرات من البحرين والسعودية، ودامت المحبة والألفة بيننا حتى نهاية المهرجان. ذائقة بحرينية * لأول مرة تصافحين الجمهور البحريني، كيف تصفين ذائقته الشعرية؟ الجمهور البحريني يمتلك ذائقة شعرية خطيرة، ويفهم كل مفردات الشعر العراقي، وتفاجأت بهم عندما طلبوا مني قصيدة قديمة لي، وأنا أراهم يصفقون ويعون تماماً أين الصورة في القصيدة. أبوذية * لماذا تحصر الشاعرة شهد الشمّري نفسها تحت (الشعر الأبوذي). هل تطرّقت لأيّ لون آخر مُسبقاً؟ الأبوذية هي لون من ألوان الشعر، وهي عبارة عن ثلاثة أبيات تنتهي بنفس الكلمة، وكل كلمة لها معنى يختلف عن الآخر، وآخر حرفين من البيت الأخير ينتهيان ب«يه»، وهذا معروف في العراق، وقريب من كل بيت عراقي، لكني أكتب القصيدة النبطيّة، ولي نصوص مغناة من قِبل فنانين عراقيين معروفين، وأكتب الدارمي والزهيري. شعر إعلامي * هل تتفقين مع من يقول: إنه قادر على التوفيق بين العمل الإعلامي والكتابة؟ نعم، كلا الطرفين يصبّ في نهر واحد، فالإعلام إبداع شعري، والشعر إبداع إعلامي، وأنا أختزل أفكاري الشعرية أثناء عملي الإعلامي، وكذلك أدعم عملي الإعلامي بمزيد من الأفكار الشعرية، وكلا الطرفين في حالة توافق وانسجام مع بعضهما. خطوات مقبلة * هل قدمتِ ديوان شعر صوتي، أو مطبوع، لمحبّيكِ؟ هنالك ديوان شعري مكتوب وموزع في الأسواق، وفي المستقبل سيكون لي ديوان صوتي يشمل جملة من القصائد. * بعد «البحرين»، أين تتمنى شهد الشمري مصافحة محبيها؟ أريد أن أصافح كل بلد يحب الشعر، ويقدس الصورة الشعرية، وأتمنى أن تتكرر المهرجانات في بقية بلدان الخليج، وسأكون أكثر سعادة لأنني أعشق الأمسيات والمهرجانات التي تجمعني مع الشعراء خارج البلد. هويّة شاعرة * مجاراتكِ لكبار الشعراء عبر قناة الفيحاء، هل هو ردّ على من يشكّك في إمكانات المرأة الشاعرة، وإن كانت الاجابة (لا)، بماذا تردّين على من يشكّك؟ لا، طبعاً، ولكن الأبوذية لا تكون جميلة إذا قدّمها الشاعر بمفرده، والعكس حينما تكون «مساجلة». أما من يشكك في شاعريتي، فأنا لست مُجبرة على أن أثبت له، فقد خضعت لاختبار منذ سنة 2008 أمام لجنة تتكون من رئيس الاتحاد العام للأدباء الشعبيين في العراق، والنائب، ومُنحت هويّة الشعراء، والحمد لله. * من أقرب الشعراء، أو الشاعرات، لذائقتكِ، ومن أخذ شهد إلى ساحة الشعر «فعلياً»؟ الأقرب إلى قلبي الشاعر عريان السيد خلف، والصديق عبدالرحمن الشمري، وإيهاب المالكي، ومن أخذ شهد إلى الساحة الشعرية هو الشاعر الكبير كاظم إسماعيل كاطع، وهو جبل عراقي شعري. أرض شعرية * هل تمّ تقديم دعوة لكِ لإقامة أمسية شعريّة في السعودية من قبل، وماذا لو تم تقديمها؟ لا، لم تقدم لي أي دعوة شعرية من المملكة، لكن لو أتتني الفرصة سيكون ذلك من دواعي سروري، فالسعودية أرض شعرية خصبة، وسبق أن زرتها بعيداً عن الشعر. * ما الخطوات المقبلة لكِ، وما الذي لا يعرفه جمهوره عنكِ؟ بعد استقالتي من قناة الفيحاء، هنالك برنامج جديد في إحدى القنوات العراقية، ونصوص غنائية لفنانين عراقيين. المنتخبان * شهد المنتخب العراقي تقدّماً واضحاً في بطولة الخليج (21)، هل ترين أنه يستحق نيل اللقب؟ تمنيت أن يكون الفوز والكأس عراقية، لأن العراق أكثر بلد يحتاج للفرحة، في ظل الأوضاع غير المستقرة، وقدمت للمنتخب نصاً غنائياً غناه الفنان حاتم العراقي، وأغنية (والله والنعم سووها). * ما الذي اعتمد عليه الآن المنتخب العراقي حتى وصل إلى هذه المرحلة؟ بالتأكيد لقوة المدرب المحلي حكيم شاعر دور كبير، وقوة لاعبينا وإرادتهم. وبالرغم من ظروف العراق، إلا أنهم أثبتوا أنهم أبطال، ويستحقون الكأس. * اللاعبون شعراء يمرّرون الأفكار والمفردات بجماليّة للوصول إلى الهدف. من هو اللاعب (الشاعر) الذي شدّ انتباه شهد الشمري؟ جميعهم خير وبركة، وأنا منذ صغري أتابع المباريات، وإذا خسر الفريق العراقي أبكي وأحزن. أعشق شطارة يونس محمود، ولياقة الكابتن عماد محمد. «الكرة قدر» * المنتخب السعودي لم يكمل المسيرة، وفاز عليه العراق (2/0). هل توقعت هذه النتيجة فعلاً؟ كرة القدم مثل القدر، فالأمر إما خسارة أو ربح، والمنتخب السعودي لم يقصّر، وكنت أتوقّع التعادل، لكن هذا حال الكُرة، وأنا متابعة لأغلب اللاعبين السعوديين، وأحب لعب سعد الحارثي. * كلمة أخيرة، وإهداء (حصري) لمتابعيك وقرائك. إهداء بيت دارمي لكل أحباب القلب «عيال أبومتعب» في السعودية: لو بيدي أهدي الروح بثنين اديه أهديها فدوه تروح للسعوديه حجايه الناس من حسنك لحن بيك بيك الشعر واللوحه ولحن بيك النجم والشمس شفناهن لاحن بيك أُفق وجهك جمع شمس وثرية